قرأت مقال «كل شيء أو لا شيء»، لكاتبه عبدالوهاب بدرخان، والذي أثار فيه تساؤلات مهمة حول حقيقة الموقف الغربي من حركات الإسلام السياسي، لاسيما على ضوء الأحداث الأخيرة في مصر، وما رافقها من تصريحات للمسؤولين الغربيين. وقد جاءت أسئلة الكاتب مطابقة لما تثيره تلك المواقف في نفسي من تساؤلات حائرة. فالعواصم الغربية التي تتحدث عن الآليات الديمقراطية في التداول على الحكم، لم تطرح على نفسها السؤال: نعم، لقد وصلت جماعات الإسلام السياسي عبر صناديق الاقتراع، لكن ألم ننخدع بها، ألم يكن لها وجه قبل الانتخابات ووجه آخر بعد ذلك؟ نعم، لقد سعوا جاهدين للوفاء بتعهداتهم حيال مصالحنا، لكن ألم يفشلوا في ممارسة السلطة فاستثاروا فئات الشعب ضدهم؟ لذلك أتفق مع ملاحظة للكاتب مفادها أنه بينما تبدو جماعة «الإخوان» غير معنية بمراجعة أخطائها التي صارت جرائم إرهابية، كذلك يبدو أن الدوائر الدبلوماسية الغربية غير راغبة في مراجعة هفواتها التي صارت وقوداً لشحذ التعنت «الإخواني». كريم محمود -الدوحة