قرأت مقال «الديمقراطية التوافقية وأزمات الانتقال السياسي»، لكاتبه الدكتور السيد ولد اباه، والذي بين فيه مخاطر الانتقال الديمقراطي في الدول والمجتمعات التي تحاول الخروج من النظام الاستبدادي الاستثنائي إلى نظام عصري يستجيب لتطلعات الشعوب التي خرجت على أنظمتها السابقة. والحقيقة أن أخطر التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها مسار انتقالي من ذلك النوع، هي جنوح النخب السياسية إلى الصراع من أجل الاستئثار بمقاليد الحكم في محاولة لنفي بعضها الآخر أو لاستئصاله كلياً من واقع الحياة الاجتماعية والسياسية، كما حدث في مصر خلال العام المنصرم حين رفضت جماعة «الإخوان المسلمين» السماح بأي وجود لخصومها السياسيين في مساحات العمل العام، مما أوجد جواً مختنقاً مليئاً بالصدام الذي كان لابد أن يعطل مسار الانتقال، قبل أن يفضي أخيراً إلى الأحداث المأساوية الأخيرة التي يجمع الكل على أن «الإخوان» هم من يتحمل مسؤولية وقوعها أصلا، وذلك بممارساتهم السابقة حين كانوا في الحكم ثم حين أصبحوا خارجه. عمار سعد -تونس