مصر تحت وقع العنف.. ومشرف يواجه السجن التحذير من استمرار العنف في مصر، وتوجيه تهم رسمياً إلى برويز مشرف، واحتقان العلاقة بين الهند وباكستان، ونزيف أسواق الأسهم في الدول الناشئة... موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن قراءة سريعة في الصحافة البريطانية. خطورة الوضع المصري حذرت صحيفة "الاندبندنت" في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي من الأوضاع التي تشهدها مصر في الوقت الراهن، لا سيما ما تقول الصحيفة إنها إشارات للنكوص إلى مرحلة ما قبل ثورة 25 يناير التي جاءت للإطاحة بحالة الطوارئ التي ظلت جاثمة على صدور المصريين لأكثر من ثلاثين عاماً فقط ليعاد إقرارها من قبل الحكومة المؤقتة التي نصبها الجيش المصري بعد عزل مرسي في 3 يوليو الماضي، يضاف إلى ذلك ما تقول الصحيفة إنها دعوات يطلقها البعض بحظر جماعة الإخوان المسلمين وإلقاء القبض على قياداتها، وهو تحرك يهدد بدفع الحركة إلى السرية مجدداً، وربما تشجيع بعض العناصر الإسلامية إلى التشدد وانتهاج العمل المسلح بعد وأد محاولات إشراكها في السلطة، ولعل الإشارة الأبرز التي توردها الصحيفة وتدلل من جهة نظرها على احتمال عودة عقارب الساعة في مصر إلى الوراء الإعلان عن احتمال إطلاق سراح الرئيس الأسبق، حسني مبارك، حيث أشار محاموه إلى أن التهم الموجهة له تم دحضها، ولم يعد من مبرر لبقائه وراء القضبان، ولو حدث ذلك، تقول الصحيفة، تكون العودة مؤكدة. لكن ما يثير القلق أكثر في الوضع المصري المضطرب هو ارتفاع منسوب العنف في الشارع، متمثلا في التدخل العنيف لفض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية وما تلاه من تدخلات أخرى أودت في مجملها بحياة حوالي 830 شخصاً وتزايد المواجهات في الشارع بين أنصار الرئيس المعزول وبين قوات الأمن، بالإضافة إلى حوادث سيناء التي كان آخرها مقتل مجندين كانوا عائدين إلى بيوتهم، ليبقى الحل الذي يجنب مصر مزيداً من التردي، حسب الصحيفة، هو التوصل إلى تسوية سياسية تساهم في اجتراحها قوى دولية مثل الاتحاد الأوروبي لا يكون طرفاً في الصراع ولا مصلحة له في الانحياز إلى فريق دون آخر. محاكمة برويز مشرف خصصت صحيفة "الجارديان" افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي للحديث عن إعلان المحكمة توجيه تهم رسمياً إلى الجنرال برويز مشرف لاحتمال وجود صلة بينه وبين جريمة اغتيال السياسية بنظير بوتو في 2007، لكن الصحيفة تؤكد أن توجيه التهم لرئيس باكستان السابق، والتي تعد سابقة في البلاد، ليست سوى حلقة ضمن سلسلة من المتاعب التي يواجهها الجنرال منذ قرر العودة إلى البلاد ليوضع رهن الإقامة الجبرية، حيث سبق للحكومة أن وجهت تهمة الخيانة العظمى لمشرف. وإذا كان من الصعب إثبات تهمة الضلوع في قتل رئيسة الوزراء السابقة التي قتلت في تجمع انتخابي لعدم توفر أدلة دامغة تثبت وجود صلة ما بين مشرف والحادثة المؤلمة، إلا أنه ليس صعباً إثبات قضية الخيانة العظمى بعدما قاد الجنرال انقلابه العسكري وعطل العمل بالدستور كما فرض حالة الطوارئ في العام 2007، إلا أنه وفيما يواجه مشرف هذه التهم التي قد تعصف بحياته السياسية، وربما تدخله السجن، تشير الصحيفة إلى مجموعة من المتغيرات على الساحة الباكستانية التي لا شك أنها ستؤثر على مجرى المحاكمة إن تمت وعلى نتائجها أيضاً، فمن جهة يستعد كبير القضاة، افتخار شودري، الذي دخل في صراع مرير مع مشرف أثناء حكمه، للتقاعد ومغادرة المنصب، لا سيما في ظل الانشقاق الذي ظهر في صفوف الجسم القضائي وانتقاد سياسيين للرجل مثل عمران خان، ومن غير المحتمل أن تكون الشخصية التي ستعوضه بنفس درجة العداء لمشرف، والأكثر من ذلك، تضيف الصحيفة، أن ما سيخدم مصلحة مشرف في القضية هو مغادرة رئيس هيئة الأركان وقائد الجيش الباكستاني، أشرف قياني، الذي يعتبر من الشخصيات المستقلة وغير المتأثرة بالسياسيين، حيث سبق لهذا الأخير أن شكك في احتمال ضلوع طالبان باكستان في قتل بنظير بوتو، ليبقى مصير مشرف في جميع الأحوال مرهوناً بالتوازن الدقيق بين مؤسسات الدولة في البلد، لا سيما موقف الجيش ومدى استعداده لرؤية أحد قادته السابقين وراء القضبان. العلاقات الهندية الباكستانية سلطت مجلة "ذي إيكونومست" في افتتاحيتها ليوم السبت الماضي الضوء على العلاقة المتوترة بين القوتين الكبريين في جنوب آسيا، الهند وباكستان، في ظل التوتر المستجد بينهما على خلفية الاشتباكات الأخيرة على خط الفصل في كشمير والتي أوقعت قتلى لدى الطرفين، هذه المناوشات غذت المشاعر القومية في الهند، بحيث راحت أصوات القوميين في وسائل الإعلام المختلفة تطالب بإلغاء لقاء مرتقب بين قادة البلدين في نيويورك، لكن رغم هذا الاحتقان تؤكد الصحيفة ضرورة إنجاح مبادرة السلام التي انطلقت منذ مدة بين الجارين النوويين، لا سيما في ظل وجود زعيمين حريصين على السلام مثل رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، الذي أبدى استعداده للحوار أكثر من مرة اعتماداً على التفويض الشعبي الذي حازه بعد فوزه في انتخابات شهر مايو الماضي، غير أن العبء الأكبر، من وجهة نظر المجلة، يقع على الجانب الهندي باعتباره القوى الأهم والأكثر ثقة في النفس، كما أن الهند مهيأة أكثر للاستفادة من تقاربها مع باكستان لأن ذلك يخدم خططها الاستراتيجية القائمة على مواجهة الصين، لذا توصي المجلة باتخاذ القائدين لخطوات ملموسة تبدأ أولا بتخفيف القيود المفروضة على التجارة البينية، والتفكير في مد خط للنفط والغاز عبر الأراضي الباكستانية ليصل إلى الهند، ثم مد نيودلهي لشبكة الكهرباء إلى داخل باكستان حتى تواجه هذه الأخيرة مشكلة الطاقة المستعصية؛ ومن جهتها سيكون على إسلام آباد ملاحقة الجماعات المتطرفة التي لا تخفي استهدافها للهند مثل "عسكر طيبة" التي تورطت في هجمات ضد الهند. اهتزازات أسواق المال العالمية تناولت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي الاضطرابات الحالية التي تشهدها أسواق المال العالمية في البلدان الناشئة، فبعد فترة من الازدهار والرخاء التي عمت تلك البلدان واستطاعت من خلالها التصدي للأزمة الاقتصادية الأخيرة بدأت أسواقها في التراجع على وقع أنباء تفيد بقرب وقف الحكومة الفدرالية الأميركية لعمليات الشراء الواسعة لأوراق المالية التي انتهجتها كأسلوب للتخفيف من تداعيات الأزمة المالية وإعادة بعض التوازن للاقتصاد إثر الانهيار المالي الذي فتك بعدد من المؤسسات المالية وأضر بمجمل الاقتصاد، لكن الصحيفة لا تتوقع أن تستمر الاضطرابات لمدة طويلة، بل تعتبر أنه على المدى الطويل ستخرج الأسواق الناشئة التي تشهد حالياً حركة غير مريحة للمستثمرين ينقلون بموجبها أموالهم إلى الخارج، أكثر قوة من السابق؛ وأسوأ ما تعيشه الأسواق المالية هو شح السيولة في ظل التشدد في القروض، الأمر الذي يؤثر سلباً على النمو، وفي تفاصيل الصعوبات التي تعانيها الأسواق المالية تورد الصحيفة عدداً من الأمثلة كتراجع قيمة الروبية الهندية بحوالي 2.5 في المئة مقابل الدولار خلال الأسبوع الأخير مسجلة أدنى مستوى لها، والأمر نفسه ينسحب أيضاً على العملة الإندونيسية التي فقدت مؤخراً 3.5 من قيمتها، هذا ناهيك عن سوق الأسهم التي تراجعت بواقع 9 في المئة، ومع أن هذا المشهد يمتد من تايلاند وتركيا إلى جنوب إفريقيا والبرازيل، إلا أن النزيف الواضح في سوق الأسهم لا يعني، تقول الصحيفة، انهياراً مالياً، بل فقط عملية تصحيحية لن تؤثر كثيراً على التوازنات الاقتصادية الكبرى التي تبقى في جميع الأحوال أقوى مما كانت عليه في بداية التسعينيات عندما دخلت النمور الآسيوية أزمتها الكبرى. إعداد: زهير الكساب