دعم العرب للقاهرة يُقزم المعونة الأميركية... وتحديات جمة في «خريف» أوباما الدعم العربي للقاهرة يُقزم المعونة الأميركية التي تحصل عليها، ومخاوف من تكرار المشهد السوري في مصر، وبعد إجازة الصيف تزدحم أجندة أوباما بتحديات داخلية وخارجية، وأيهما أحق بالترشح لمنصب الرئيس عن الحزب «الديمقراطي»: هيلاري أم بايدن ؟ موضوعات وتساؤلات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. دعم مصر عربياً ركّزت «ليز سلاي» في تقريرها المنشور يوم أمس في «واشنطن بوست» على الدعم العربي لمصر، فتحت عنوان «السعودية تؤيد جنرالات مصر وتعد بدعم مالي»، رأت الكاتبة أن السعودية تظهر في مقدمة دول الخليج الداعمة لقادة مصر الجدد، وهذا يضع العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة في ربكة رغم أنهما حليفان منذ زمن طويل. قبل يومين وعدت السعودية بتعويض مصر عن أية مساعدات يحجم الغرب عن تقديمها للقاهرة بعد التطورات الأخيرة التي سقط خلالها أكثر من مئة ضابط شرطة وقرابة ألف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. ومنذ عزل مرسي في 3 يوليو الماضي، والسعودية هي المُساهم الأكبر في حزمة المساعدات الخليجية لمصر التي بلغت 12 مليار دولار، ما يجعل الـ 1.3 مليار دولار وهي المساعدات السنوية المقدمة لمصر والتي يضغط نواب الكونجرس على إدارة أوباما من أجل تعليقها تبدو ضئيلة. وتصف الكاتبة الموقف السعودي الراهن تجاه مصر بأنه قد يؤجج صراع نفوذ مع منافسين إقليميين مثل تركيا وقطر، ويضر بعلاقات الرياض مع واشنطن. واقتبست الكاتبة تصريحاً لوزير الخارجية السعودية قال فيه : «إن مصر بلدنا الثاني والسعودية لن تسمح بزعزعة استقرار هذا البلد». شبح «المصير السوري»! وتحت عنوان «إنقاذ مصر من المصير السوري»، خصصت «واشنطن بوست» افتتاحيتها يوم أمس للتعليق علي تطورات الأحداث في مصر، مُذكِّرة بأنه في ربيع عام 2011 تعامل بشار الأسد بعنف شديد مع أول تظاهرات حاشدة ضد نظامه، ورفض الحوار مع المعارضة، وهو ما كان ضمن اقتراحات قدمتها حكومات غربية ودول مجاورة لسوريا، لكن الأسد أصر على تسمية كل خصومه بالإرهابيين، وسياسة الأرض المحروقة التي انتهجها الأسد عرّضت نظامه لعقوبات، وبعد مرور عامين وتحديداً خلال الشهر الجاري، دعا أوباما إلى وضع نهاية لنظام الأسد... وتخشى الصحيفة من تكرار المشهد السوري في مصر،وترى أن استمرار العنف في مصر قائلة إنه قد يسفر عن كارثة مثل التي تمر بها سوريا الآن والمتمثلة في: حرب أهلية وتدفق هائل للاجئين وظهور فرع جديد وقوي لتنظيم «القاعدة». وتبنت الصحيفة موقفاً مفاده أن الأزمة الراهنة في مصر تتطلب توجيه رسالة غامضة فحواها أن استخدام القوة سيضع مصر في عزلة عن الغرب، هذا يعني من وجهة نظر الصحيفة تعليق فوري لكافة المساعدات والتهديد بمزيد من العقوبات. الصحيفة حاولت الاستخفاف بحالة القلق لدى بعض الأميركيين من أن تعليق المساعدات الموجهة لمصر سيُفقد واشنطن نفوذها على الجيش المصري، ومن بين هؤلاء من يرى أن مصر سترد على تعليق المساعدات، بالتراجع عن معاهدة السلام المبرمة مع إسرائيل أو توقف حربها على الإسلاميين الإرهابيين المتمركزين في شبه جزيرة سيناء، لكن هذين الأمرين (معاهدة السلام ومحاربة متطرفي سيناء) يندرجان ضمن المصالح الحيوية المصرية، والقوات المسلحة المصرية لن تتخلى عنهما. وتقول الصحيفة إن مصر أكثر انكشافاً للضغوط الأميركية والأوروبية مقارنة بسوريا، أو معظم الدول العربية الأخرى، وهذا ليس فقط لأن الجيش المصري يعتمد على التدريب والسلاح الأميركي وعلى قطع الغيار الأميركية، بل لأن الاقتصاد المصري المعتمد على السياحة والاستثمارات الأجنبية لن تكون له فرصة للتعافي من دون دعم غربي، وتعتبر الصحيفة أن الدعم السعودي والعربي لن يكون سوى حل مؤقت، وفي نهاية المطاف، أي حكومة مصرية تسعى للاستقرار ستكون بحاجة إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على التمويل، ومعلوم ما لدى واشنطن من نفوذ داخل الصندوق. ومن صحيفة «نيويورك تايمز»، وضمن تعليقه على تطورات الأحداث في مصر، كتب «روجر كوهين» مقالاً أول من أمس، عنونه بـ«المعضلة المصرية»، وفيه وجه نقداً للموقف الأميركي المتردد والمهزوز تجاه مصر، حيث انتقلت إدارة أوباما من دعمها لمرسي إلى القبول بإطاحته، واللحظة الحرجة – من وجهة نظر الكاتب، تتمثل في ما بعد الإطاحة بمرسي يوم 3 يوليو الماضي، حيث قال وزير الخارجية الأميركي إن الجيش يستعيد الديمقراطية. ويشير الكاتب إلى تصريحات لأوباما مفادها«أنه في الوقت الذي كان مرسي رئيساً منتخباً، لم تحترم حكومته آراء الشعب المصري» أجندة ما بعد الإجازة يوم الإثنين الماضي، وتحت عنوان «أوباما يواجه أجندة صعبة في مرحلة ما بعد الإجازة الصيفية»، كتب «ديفيد جاكسون» تقريراً في «يو إس إيه توداي»، استنتج خلاله أن هذه الأجندة تزدحم بمعارك الميزانية الفيدرالية وسجالات الرعاية الصحية ونزاعات حول مسألة الهجرة، وقبل هذا كله الأوضاع في مصر التي باتت تقترب من الفوضى. وبالنسبة للميزانية، فلابد من إقرارها قبل نهاية سبتمبر المقبل، لأن السنة المالية تنتهي في هذا التوقيت، ويتم تمويل الحكومة الأميركية الآن وفق خطة مؤقتة للإنفاق، ويتوقع كاتب التقرير أن سقف الاستدانة سيتم رفعه مطلع أكتوبر المقبل من خلال الكونجرس إلى 16.7 تريليون دولار، علماً بأن أوباما صرح بعدم رغبته في التفاوض حول رفع سقف الديون. ومن المتوقع أن يبدأ موسم الخريف بنقاشات سياسية حول قانون جديد خاص بالهجرة يرغب أوباما في تفعيله. أما في الشأن الخارجي، سيواجه الرئيس الأميركي مشكلات تتعلق بتنامي حالة عدم الاستقرار في مصر وتفاقم الحرب الأهلية في سوريا، واختبار علاقات بلاده مع روسيا. وفي الموضوع ذاته نشرت «كريستيان ساينس مونيتور» افتتاحية يوم الاثنين الماضي، سردت خلالها أجندة التحديات الداخلية والخارجية التي يتعين على أوباما مواجهتها خريف العام الجاري. واعتبرت الصحيفة أن أكبر تحدٍ خارجي يكمن في العلاقة بين مصر وسوريا، الأخيرة تمر بأزمة إنسانية كبيرة على الأقل في الوقت الراهن، ومصر لاعب رئيسي في المنطقة وقوة تقليدية للحداثة والاستقرار، وهي في الوقت ذاته بلد مجاور لإسرائيل الحليف الأكثر قرباً من واشنطن. وليست هناك حلول سهلة لكلا الأزمتين، وأوباما أبدى حذره في كليتهما وعادة ما يكون ثمة مسار حذر عندما يختفي الخيار الأفضل. الأمر يتطلب في الحالتين جهوداً واضحة للحد من معاناة الناس، والتحرك في اتجاه السلام، وهذا يتطلب من الرئيس الأميركي المزيد من الحكمة والشجاعة. بايدن أمْ هيلاري؟ تحت عنوان «فلتترشح يا بايدن»، نشرت «لوس أنجلوس تايمز» يوم أمس مقالاً لـ«جونا جولدنبيرج»، أشار خلاله إلى أن أسوأ سر في السياسة الأميركية الآن هو أن جوزيف بايدن يريد أن يصبح رئيساً في استحقاق 2016. بالطبع هذا يثير سجالاً حول التنافس المحتمل بينه وبين وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون للترشح للمنصب من قبل الحزب «الديمقراطي». البعض قد يرى أن هيلاري تستحق المنصب، فهي امرأة وقد حان دورها لشغل المنصب، ومن يرغب في بايدن سيقول: ولم لا، فهو نائب الرئيس وقد حان دوره. بايدن حسب الكاتب، قد يكون الأفضل ليس لكونه سياسياً رائعاً، بل لأن هيلاري مملة. إعداد: طه حسيب