لاشك أن مقال: «إخفاق الحداثة الغربية» للدكتور حسن حنفي قد طرح قضية مهمة هي تحولات الوعي الغربي، وبعض المآزق والمشكلات المستعصية التي واجهها في الماضي، وما زال يواجه بعضها حتى الآن. غير أنني أختلف معه في مسألة الإخفاق تحديداً، حيث لا أرى أن الحداثة الغربية قد أخفقت في النهاية، لأن العبرة في الحكم هنا ينبغي أن تكون بالنتيجة، والحداثة الغربية حققت لشعوبها وثقافاتها قفزات حضارية هائلة، هي التي جعلت الغرب في مقدمة الركب العالمي اقتصادياً وصناعياً وربما أيضاً ثقافياً. وفي المقابل يمكن أن ننتقد بعض مقولات هذه الحداثة، أو نسعى كما فعل الكاتب نفسه في بعض كتبه القيّمة لتفكيك المركزية الوهمية الغربية، ولكن لا أرى مبرراً للحكم على الحداثة الغربية ككل بأنها قد أفلست، أو أدركت نهايتها، أو حتى أخفقت في مآلاتها النهائية. خالد إبراهيم - أبوظبي