أتفق مع ما جاء في مقال الدكتور عبدالله جمعة الحاج: «كفاءة إدارة المياه» وأرى أن على البلدان العربية أن تبذل كل جهد ممكن لتحسين أداء تسيير المرافق والخدمات المتعلقة بالمياه، وخاصة لجهة وقف الهدر وإساءة استخدام الموارد المائية الشحيحة أصلاً في معظم البلدان العربية. والحقيقة أن قضية المياه تعتبر مشكلة عربية كبيرة مقارنة مع بقية أقاليم العالم الأخرى، وذلك لوقوع المنطقة العربية في النسبة الساحقة من مساحتها على صحارى قليلة الأمطار، وتعاني من الجفاف والتصحر، وارتفاع درجات الحرارة في معظم أشهر العام مما يترتب عليه تبخر سريع للمياه السطحية. وتزداد خطورة مشكلة المياه عربياً خاصة بالنسبة لدولتي مصب النيل السودان ومصر، بعد تواتر المشروعات المائية مؤخراً في بعض دول المنبع، مما قد يؤثر سلباً على نسبة وحجم تدفق المياه إلى الدولتين، اللتين تعتمدان بشكل كلي على النيل في جميع مظاهر الحياة فيهما، حتى قيل في حالة مصر مثلاً إنها هبة النيل. ولاشك أن هذا التحدي المائي الأخير يقتضي من الدولتين بذل جهود استثنائية منسقة لضمان مصالحهما المائية، والدفاع عن حقوقهما التاريخية في مياه النيل. عثمان عبد العظيم - الخرطوم