FOREIGN POLICY اضطرابات «الربيع العربي» ------- لم تغفل مجلة «فورين بوليسي» في عددها الأخير الإشارة إلى الأحداث الجارية في مصر وخلفيتها السياسية المحتدمة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مثل الحديث عن الوضع الاقتصادي الهش في ليبيا. ففي مقاله «كفى» كتب المعلق والمحلل السياسي مارك لينش، مقالاً تناول فيه التطورات الأخيرة في مصر بعد تدخل قوات الأمن لفض اعتصامات «الإخوان المسلمين» والطريقة التي يفترض أن تتعامل بها أميركا مع الوضع، موجهاً دعوة صريحة إلى البيت الأبيض بترك المصريين يقررون ما يريدونه وعدم السعي إلى وساطات إضافية بعدما فشلت المساعي السابقة، بل حتى التخلي عن محاولات الإبقاء على قدر من التأثير، إذ يبدو -في رأيه- أنه لا يوجد في مصر حرص مماثل على تمتين العلاقة مع الولايات المتحدة. ويتجسد ذلك، يقول الكاتب، في التجاهل المتكرر لمطالب واشنطن بالبحث عن حل سياسي للأزمة، وذلك في ظل مخاوف من وقوع الضحايا، لكن وقد حدث ما حدث، يضيف الكاتب، فلا مناص من الابتعاد عن الساحة المصرية حتى ولو أدى ذلك إلى قطع المعونات العسكرية وفقدان التأثير الذي لم يكن موجوداً إلا بقدر ضعيف. وفيما يتعلق بالحالة الليبية، سلط المصرفي الليبي المقيم في لندن، فيروز عبد الهادي، الضوء على مفارقة الاقتصاد الليبي، فرغم ما تزخر به ليبيا من موارد نفطية كبيرة تؤهلها لجني عوائد مهمة، يبقى اقتصادها ضعيفاً وعاجزاً عن تلبية احتياجات السكان بسبب الوضع الأمني المتردي، وبسبب الاختلالات الاقتصادية الموروثة من العهد السابق، مثل تآكل بنية الإنتاج النفطي وتقادمها، والحاجة إلى استثمارات أجنبية يصعب تأمينها في ضوء الاضطرابات السياسة واستمرار فوضى السلاح. «رؤى استراتيجية»: أردوجان ومصر ------- اشتمل العدد الأخير من دورية «رؤى استراتيجية»، على دراسة حول «النسق السياسي العقيدي لرجب طيب أردوجان»، يفحص كاتبها الدكتور علاء عبدالحفيظ محمد فرضية مفادها أن ذلك النسق العقيدي له تأثير مهم في صياغة توجهات السياسة الخارجية التركية، ويتوصل إلى أن التعليم الديني والتاريخ التركي والإنساني العام كان من أهم مصادر ذلك النسق. وفيما يتعلق بالعقائد الفلسفية لأردوجان، فهو يرى أن الصراع ليس سمة للسياسة في كل مستوياتها، وأن الاختلافات الثقافية والتاريخية والدينية لا ينبغي أن تكون سبباً للصراع. وفيما يتعلق بالعقائد الأدائية لأردوجان، فإن أهدافه السياسية تدور حول التنمية التركية بمختلف أبعادها، كما حدد أهدافاً عدة في مجال السياسة الخارجية، أهمها «تصفير المشكلات» مع دول الجوار، وأن تصبح تركيا ملتقى مركزياً وجسراً يربط الشرق الأوسط بأوروبا. كما توصلت الدراسة إلى أن أردوجان، كقائد براجماتي، يميل إلى التفاؤل، لكنه ليس مستعداً لقبول مخاطرات سياسية. وتحت عنوان «الدين والثوابت السياسية: الحالة المصرية نموذجاً»، يذكر الدكتور هاني خميس عبده أن مشاركة حركات الإسلام السياسي في الحياة السياسية المصرية بعد ثورة 25 يناير، يعود مردها إلى أن أي قوة أو حركة سياسية تعاني الاستبعاد، تعمل على توسيع نفوذها ودورها في المجال العام عندما يحدث نوع من الانفتاح أو المرونة داخل المجال السياسي إثر تحول ثوري من نوع ما. هذا ويشتمل العدد على دراسات أخرى، مثل: «إسرائيل وخطوات الهيمنة على ساحة الفضاء السيبراني في الشرق الأوسط»، و«تشديد الرقابة على الحدود وبناء الأسوار لمحاربة الهجرة: مقارنة بين السياستين الأميركية والإسبانية»، وأخيراً «العلاقة بين هيكل السوق والربحية في صناعة المصارف الأردنية والفلسطينية».