لاشك أن مقال الدكتور حسن حنفي: «رسالة الفلسفة والفيلسوف» قد أثار قضية بالغة الأهمية هي دور الدرس الفلسفي في بناء الثقافة والحضارة، وإرساء دعائم العقلانية وروح النقد والإبداع في أي مجتمع، ولكن مشكلة الفلسفة في بعض مجتمعاتنا العربية والإسلامية تكمن في التهميش الذي يقع عليها في المناهج التعليمية بسبب موقف متأصل وقديم لدى بعض المتشددين الذين يرفضون الفلسفة ويرون أن تدريسها غير ملائم دينياً. والحقيقة أن الفلسفة هي مجرد طريقة في التفكير، واستعمال للعقل، وإثارة لأسئلة معرفية، وسعي لفهم العالم، وليست بالضرورة منافية للدين، بل إن هنالك علماء دين كباراً استخدموا مناهج التفكير الفلسفي في دعم آرائهم واجتهاداتهم، وللدفاع عن الحق، انطلاقاً من مُسلمة أن الحق لا يضاد الحق، وإنما يتفق معه ويشهد له. متوكل بوزيان - أبوظبي