مع أهمية الطرح الوارد في مقال الدكتور عبدالحق عزوزي: «عن فشل الميثاق التعاقدي»، إلا أنني أعتقد أنه ينبغي أن يضع في الاعتبار أن جماعات الإسلام السياسي، وقوى التطرف عموماً، لا تقيم اعتباراً أصلاً لثقافة الاختلاف، وتتعصب لآرائها واجتهاداتها الفاسدة، ومن ثم فلا مكان في منطقها لأي حديث عن ميثاق تعاقدي. فهي تريد السلطة فقط، ومتعطشة لتحقيق هذا الهدف، حتى لو كلف ذلك دول الحراك العربي الكثير من الفتن والمحن والقلاقل والمشاكل. ولو تأملنا ما جرى في دول الحراك خلال السنتين الماضيتين سنجد أن جميع خيوط التوتير وافتعال المشاكل تنتهي عند عتبات أحزاب تلك الجماعات. وفي حالة التصعيد الراهن الذي تفتعله تلك الجماعات في مصر يعرف العالم كله أن الشعب خرج في 30 يونيو، وقال كلمته صريحة، ولفظ نظام تلك الجماعات، ولكنها ما زالت ترفض النزول عند رغبة الشعب، وتريد الذهاب بالبلاد إلى الفوضى العارمة، ولكن شعب مصر لن يسمح لها أبداً بذلك، لأن مصر وأمنها ومصلحتها فوق الجميع. أكرم نور الدين - الرياض