تنطوي النشاطات الصيفية المختلفة على أهمية بالغة؛ لا لأنها تسهم بشكل واضح في تنشئة النشء والشباب، وتنمية الوعي لديهم بالقضايا المجتمعية المختلفة فحسب، وإنما أيضاً لأنه يمكن استثمارها بشكل فاعل في تطوير المهارات والقدرات لدى الطلاب في المجالات المختلفة. وفي مقدمة هذه النشاطات «برنامج الصيف في الخارج» الذي يأتي ضمن المبادرة السنوية للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، لابتعاث الطلبة المتفوقين خلال العطلة الصيفية؛ فهذا البرنامج يعتبر من المبادرات التعليمية والتربوية المهمة؛ لأنه يستهدف تكريم الطلبة المتفوقين في الصفين العاشر والحادي عشر، وحثهم على بذل المزيد من الجهد؛ للحفاظ على هذا التفوق في المراحل الدراسية التالية، كما يتيح لهم التواصل مع ثقافات وخبرات معرفية جديدة، وقد غادر مؤخراً 500 طالب وطالبة من مدارس إمارة أبوظبي، إلى كل من الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وبريطانيا وأيرلندا ضمن هذا البرنامج. ومن النشاطات الصيفية المهمة أيضاً، برنامج «صيف بلادي 2013» الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وقد انطلقت فعاليات الدورة السابعة منه مؤخراً، وتستمر حتى الخامس من شهر سبتمبر المقبل، وبرنامج «صيفنا مميز» الذي انتهت فعالياته في شهر يوليو الماضي، ويقام تحت رعاية مجلس أبوظبي للتعليم؛ بهدف استثمار طاقات الطلاب واكتشاف مواهبهم وصقلها وإكسابهم معارف ومهارات متنوعة، وحمايتهم من مخاطر أوقات الفراغ في أثناء الإجازة الصيفية. إن هذه النشاطات الصيفية، بما تتضمنه من فعاليات مختلفة، يمكن استثمارها بشكل فعال في أكثر من ناحية، فأولاً يمكن أن تشكل نافذة مهمة لاكتشاف المواهب الشابة في المجالات المختلفة: الشعر والأدب والرياضة والفن، ومعرفة مجال التميز لدى النشء والشباب، ثم وضعهم على الطريق الصحيحة، بما يؤدي إلى توظيف مواهبهم في خدمة الوطن، كما أن هذه النشاطات ثانياً يمكن أن تمثل الإطار الأفضل الذي يمكن من خلاله تنشئة الطلاب على القيم الإيجابية وتقويم سلوكياتهم، وإبعادهم عن القيم السلبية التي تتنافى وخصوصية المجتمع الحضارية والثقافية، في الوقت ذاته؛ حيث يمكن من خلال بعض الفعاليات؛ كالمحاضرات والندوات، التركيز على القيم والمفاهيم الإيجابية كالانتماء إلى الوطن، ونشر ثقافة العمل التطوعي، وتعزيز مفاهيم الفخر والاعتزاز بعطاء الوطن وقيادته وتقدير جهود رموزه، وهي منظومة القيم التي لاشك في أنها تسهم في تكوين جيل ذي شخصية بناءة، يكون أكثر اعتزازاً بهويته الوطنية، وأكثر قدرة على مواجهة أي تأثيرات ثقافية سلبية، وأن هذه النشاطات تعتبر ثالثاً من أفضل الآليات؛ للمحافظة على الطلاب من آثار الفراغ، واستثمار الوقت في البرامج المفيدة؛ فهي تضمن أفضل استثمار لقدرات الطلاب وتوجيهها الوجهة السليمة، وترشيد طاقاتهم؛ لئلا تتجه اتجاهات خاطئة، وخاصة مع ما يحيط بالنشء والشباب من ظروف تهيّئ لهم الانحراف. رابعاً يمكن لهذه النشاطات أن تساعد في إعداد النشء والشباب، وصقل شخصيتهم وإكسابهم معارف ومهارات متنوعة. وفي هذا السياق فإن أحد أهم أهداف «برنامج الصيف في الخارج» هو إكساب الطلاب مهارات في القيادة والاعتماد على النفس، والتواصل الاجتماعي؛ ولهذا كله، تحظى هذه النشاطات باهتمام الجهات المعنية في الدولة، وهي التي تحرص على توفير أوجه الدعم كافة لها؛ حتى تحقق الأهداف المرجوة منها بالشكل الأمثل.