قرأت مقال الدكتور أحمد يوسف أحمد «مصر وتناقضات الموقف الأميركي»، وقد أعجبني ما أوضحه من أن تلك التناقضات تُظهِر بأن الولايات المتحدة تضحي بعلاقتها بشعب مقابل استمرار علاقتها بتنظيم يقال الكثير حول توجهاته الأممية، غير الديمقراطية وغير السلمية. وقد تجلت تناقضات الموقف الأميركي من ثورة 30 يونيو حين أنكرت واشنطن في البداية إطلاق وصف الثورة على ما حدث وأصرت على أنه انقلاب عسكري، ثم أخذت تعدل عن ذلك الموقف تدريجياً إلى أن وصلت إلى تكييف الأمر على أنه ثورة بالفعل. هذا مع العلم أن ما حدث في 30 يونيو 2013 لا يختلف في طبيعته عما حدث في 25 يناير 2011، حين بدت الإدارة الأميركية مترددة في الموافقة على تنحي مبارك، قبل أن تضطر لتغيير موقفها حين تأكدت من شعبية الثورة وحتمية انتصارها. وهو تقريباً ذات التحول الذي حدث في موقفها الأخير من ثورة 30 يونيو، وإن كان التناقض أكثر ظهوراً هذه المرة في الخطاب الأميركي حيال مصر وشأن جليل من شؤون ثورتها السياسية. إبراهيم نعمان -أبوظبي