أتفق مع بعض ما جاء في مقال الدكتور حسن حنفي: «رسالة الفلسفة والفيلسوف»، وأرى أن للفلسفة دوراً كبيراً يمكن أن تقوم به في الرفع من وعي الجيل العربي الصاعد، وذلك لأنها تعلم الطلبة أسلوب التفكير وروح النقد الإيجابي، والاعتماد على الفهم بدلاً من الحفظ والاجترار السائدين في كثير من المناهج التعليمية العربية الآن. ولو قارنا المناهج في بعض الدول العربية مع المناهج في الغرب نجد أن مجال العلوم الإنسانية خاصة يستند بشكل كبير على الفلسفة في الغرب، وهذا له دور في تنمية الوعي، وتشكيل الشخصية التعليمية للطلبة على نحو يدعم الإبداع. وإذا كان بعض المتشددين في التاريخ العربي القديم قد وقفوا موقفاً سلبياً من الفلسفة فقد تعاطى مناهجها وطرائقها التفكيرية أيضاً مفكرون وأئمة كبار كحجة الإسلام الإمام الغزالي، وابن رشد، والفارابي، والمتكلمون من معتزلة وأشاعرة، وغيرهم كثير. وبناء على كل هذا أرى أن الثقافة العربية بحاجة الآن إلى ضخ جرعة من الفلسفة في المناهج التعليمية المقررة في التعليم العام. عز الدين يونس - أبوظبي