في مقالها «كيري.. ما وراء جهود التسوية»، تذكرنا ترودي روبن بعدد المرات التي فشلت فيها الجهود الأميركية للسلام على مدى العقود الأربعة الماضية في المنطقة، لتتساءل: لماذا يراهن كيري على مسعى آخر لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ ولماذا يحدد كهدف له التوصل إلى اتفاق شامل للسلام في تسعة شهور، وهو أمر مستحيل في ظل ظروف «الربيع العربي» وما يطبعه من اضطراب وفوضى وغياب للمحددات؟ وأعتقد مع الكاتبة أن ثمة تفسيرين لا ثالث لهما، لإطلاق «مغامرة» كيري على ذلك النحو وفي هذا الوقت؛ أولهما أنه مع ضعف التأثير الأميركي في سوريا ومصر وباقي أنحاء المنطقة، قد تكون هذه هي القضية الوحيدة التي بقي فيها نفوذ لواشنطن. أما التفسير الآخر فهو قصير الأمد، وقد قدّمه بعض مسؤولي الإدارة الأميركية، وخلاصته أن الفشل في تجديد المحادثات سيدفع الفلسطينيين لاستئناف حملتهم من أجل الحصول على مزيد من الاعتراف الدولي.