في مقاله «إيران وحماس... عود على بدء»، يلاحظ الدكتور سلطان محمد النعيمي حدوث حركة جديدة في المياه الراكدة بين إيران وحركة «حماس»، إيذاناً بانتهاء مرحلة الجفاء التي سادت علاقتهما طيلة الأشهر السابقة. وكما نعلم فإن نأي «حماس» بنفسها عن الصراع الدامي بين النظام السوري وشعبه المنتفض ضده، أغضب كثيراً حكام دمشق، كما أثار امتعاضاً لدى ملالي طهران. ولعل «حماس» لم تكترث كثيراً لموقف الجانبين، خاصة وقد رأت في نظام «الإخوان المسلمين» بديلا استراتيجياً للحضن الإيراني. بيد أن سقوط مرسي أخل بكثير من الحسابات الاستراتيجية للحركة، ومن ثم رأيناها تعيد حبال وصلها، خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، مع إيران. ومن المعلوم أن النظام الإيراني ظل على الدوام ينظر إلى حركتي «حماس» و«الجهاد» بوصفهما ذراعه الطولى ضد إسرائيل، موظفاً البعد الديني، ومحاولاً درء تُهم الطائفية والمذهبية الموجهة له في المنطقة. لذلك أعتقد مع الكاتب أن إيران لم تستغن عن الحركتين في تنفيذ سياستها الإقليمية إلى الآن، وأن الحركتين لم تظفرا، إلى الآن أيضاً، بدعم إقليمي كافٍ لتعويض الدعم الإيراني. جعفر محمود - دبي