لا يخفى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ظلت ولا تزال تدعم تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مبادئ الاعتدال والوسطية وتعمل على تعزيز وتعميق قيم الإسلام الصحيحة ومعانيه البعيدة عن نزعات التطرف والتشدد والعنف التي تتبنّاها بعض التيارات وتحاول من خلالها اختطاف الدين لمصلحة أهداف ومآرب سياسية خاصة. وتنطلق الدولة في ذلك من تراث أصيل يؤكد وسطية المجتمع الإماراتي وانفتاحه على الآخر، ومن مواقف وسياسات للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، تعزز من الوسطية وتدعو إليها وترى أنها منبع القيم الإيجابية التي تبني المجتمعات وتدفعها إلى الأمام وتقوّي علاقاتها مع محيطيها الإقليمي والعالمي. ولعل ما يؤكد ترسخ قيم الوسطية والاعتدال في توجهات الدولة وسياساتها، هو التأكيد المستمر لهذه القيم ودعمها بالقول والعمل، ولعل ما قاله الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال لقاء سموه مؤخراً مع أصحاب الفضيلة علماء وخطباء ووعاظ المساجد في الدولة، يؤكد هذا الأمر بوضوح، حيث أشار سموه إلى أن الإمارات سبّاقة وداعمة للأعمال التي تخدم قضايا الإسلام والمسلمين وتبرز القيم الإسلامية الصحيحة، وستواصل دعم العلماء والشيوخ أصحاب دعوة الاعتدال والوسطية، وأن الشيخ زايد، رحمه الله، ترك إرثاً زاخراً باحترام العلماء المسلمين وتقديرهم وتمكينهم من أداء دورهم ورسالتهم في نشر مبادئ الدين الإسلامي الحنيف ووسطيته وقيمه السمحة. هذه الكلمات المعبّرة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تؤكد أمرين أساسيين: أولهما، أن دولة الإمارات تؤمن بأن الوسطية هي التي تبرز وجه الإسلام الحقيقي أمام العالم في مواجهة نزعات التطرف والغلوّ التي أساءت وتسيء إليه وتقدمه بصورة سلبية تضرّ بالإسلام والمسلمين، كما أنها تعزز دور الدين في عملية التنمية الشاملة عبر استلهام قيمه الإيجابية ومقاصده السامية في البناء والتعمير بعيداً عن التخريب والعنف والتطرف وإقصاء الآخر. الأمر الثاني، أن ثمة دوراً كبيراً يمكن أن يلعبه العلماء والمؤسسات الدينية في تقديم صحيح الإسلام، خاصة إلى الشباب الذين يتعرّضون لمحاولات تشويه أفكارهم وتوجّهاتهم من قِبل بعض الجهات، ومن هنا يأتي دعم دولة الإمارات الكبير للمؤسسات الدينية الإسلامية الوسطية وفي مقدمتها مؤسسة الأزهر الشريف لما يقوم به في مجال تجديد الخطاب الديني وتقديم الإسلام في صورته الصحيحة إلى المسلمين والعالم وتربية أجيال تعي المقاصد الحقيقية للدين وتسهم بصورة إيجابية في خدمة أوطانها وتشارك بفاعلية في مسيرة الحضارة الإنسانية. ومن منطلق اهتمامه بقضايا التنمية بمفهومها الشامل، وإدراكه للموقع المحوري لقيم الوسطية والتسامح والاعتدال في أي رؤية تنموية متكاملة، فإن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» يعطي اهتماماً خاصاً لهذه القضية، وهذا ما يظهر في مؤتمراته وندواته الفكرية المختلفة، وقد اتضح في «فعاليات الحوار الاستراتيجي الرمضانية» التي نظمها هذا العام والتي تمحورت حول «الوسطية والإسلام السياسي»، التي شارك فيها خبراء ومتخصصون في هذا المجال من دولة الإمارات وخارجها. ـــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.