الترحيب الواسع الذي تحظى به مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لخفض نفقات الزواج، يدل على أنها مستمدة من روح المجتمع الإماراتي وتستجيب لواحدة من حاجاته الأساسية، ما يجعلها حالة نموذجية للطرح السديد والناجع. منذ إعلان هذه المبادرة الاجتماعية المهمة، وهناك ترحيب متزايد بها من مختلف الجهات، كونها تعكس الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات للمواطنين وتشجيعهم على بناء أسر متماسكة بعيداً عن أي أعباء قد تؤثر في حياتهم المستقبلية، لقد أشاد "المجلس الرمضاني" في رأس الخيمة، مؤخراً، بمشاركة علماء دين واجتماع، بهذه المبادرة، وسلّط الضوء على إيجابياتها. كما أشادت مؤسسة "صندوق الزواج" بمبادرة سمو ولي عهد أبوظبي والأثر الطيب الذي تركته في نفوس الجميع، خاصة الشباب المواطنين الذين باتوا أكثر تحمساً للمضي في عملية بناء الأسرة، وذلك وفق دراسة استطلاعية ذكر فيها الصندوق أن 86.8 في المئة من الشباب اعتبروا أن الأعباء المالية هي السبب في تأخر سن الزواج لدى الإماراتيات، حسبما أورد موقع "24" الإلكتروني. والحال أن أسباب النجاح قد توافرت كلها للمبادرة، فهي قد نتجت عن تأمل سموه عن كثب للإماراتيين وحياتهم الاجتماعية، وبحثه الدائب عن سبل تصحيح ما يحتاج إلى تصحيح وتطوير ما يمكن تطويره، بشكل يرضي المجتمع ويسهم في دفع عجلة تقدمه إلى الأمام بخطى واثقة. وليس غريباً أن المبادرة تمكّنت من معالجة أحد مَواطن الضعف في بنيان المجتمع الإماراتي المتماسك، فقد أطلقها قائد يعيش بين أبناء الدولة ويحس بهمومهم ويشاطرهم مشاعرهم، ويعمل ليلاً ونهاراً على تذليل العقبات التي تعترض تقدمهم المطّرد، ويبذل قصارى الجهد لتوفير البيئة المناسبة والإمكانات الضرورية لتحقيق آمالهم وطموحاتهم التي لا حدود لها. ولا شك في أن مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرامية إلى التقليل من أعباء الشباب المقبلين على الزواج من خلال الكفّ عن تقديم الوجبات الرئيسية في حفلات الزواج وتقديم ضيافة خفيفة للحضور، تشتمل على فوائد كثيرة لعل في مقدمتها التصدي لواحد من مخاطر نمط الحياة الاستهلاكية المتمثل في الإسراف والبذخ والمغالاة في الإنفاق، والذي يرتّب على الشاب المقبل على الزواج ديوناً من شأنها أن ترهقه هو وعائلته الصغيرة لسنوات إن لم ينتبه ويتصرف بحكمة. والحقيقة أن الانغماس في الحياة الاستهلاكية من دون الاستماع لصوت العقل، لا يلحق الأذى بالفرد في حد ذاته، بل قد يؤدي إلى مشكلة تؤثر سلبياً في المجتمع بأكمله. إن المبادرة الكريمة التي قادها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لا شك تنطوي على مردودات إيجابية مهمة، فهي من ناحية ستسهم في حل مشكلة اجتماعية تتمثل في تأخر سن الزواج بين الشباب، وتعالج الجوانب السلبية المستمدة من نمط الحياة الاستهلاكية المؤثرة في شخصية المواطنين الشباب من ناحية ثانية، كما أنها من ناحية ثالثة تهيئ الظروف الموضوعية الملائمة لبناء الأسرة على أساس متين وراسخ، وبما ينسجم مع رؤية الإمارات 2021، التي جعلت هدف بناء أسرة متماسكة في مقدمة أهدافها. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.