في مقاله «الأحكام القاطعة في الخطاب الإعلامي»، اقترح الدكتور أحمد عبدالملك بعض المحددات العامة التي تتعين مراعاتها من جانب الكتاب الخليجيين في تناولهم موضوع الأزمة السياسية في مصر، وأعتقد أنه كان محقاً حين أوضح أن بعض الصحافيين ومحللي السياسة الجدد في الصحافة الخليجية ممن لا يعترفون بقيمة التفكير النقدي، دخلوا في «دهشة» التحليل وأخذتهم «حمية» الدفاع عن فريق محدد، ليس لأنه قاسم مشترك لكل المصريين، بل لأنهم يكرهون الفريق الآخر؛ فتفتقت قواميسهم عن تعابير لا تمت للموضوعية بصلة. هذا في حين أنه يتعين على الكتّاب الخليجيين، مهما كانت انتماءاتهم الأيديولوجية، أن يتقنوا فن التفكير النقدي في التعامل مع الشأن المصري، وألا يسمحوا للعاطفة الأيديولوجية أن تطغى على عقولهم، فصبّ الزيت على النار لن يؤدي إلى الحلول المأمولة، بل سوف يزيد الأمر تعقيداً، كما أن الأحكام القاطعة بالتخوين أو الإثارة أو التفريط أو بيع الوطن أو التسفيه بحق شخصيات عامة أو التهويل في نقل الأرقام... كل ذلك لا يجوز في عالم يفترض أن يحكمه العقل! هذا علاوة على أن تجاهل المعلومات وحظرها أو التقليل من قيمتها أيضاً يصب في خانة الإخلال بقيم الصحافة والإعلام المهني. جمال سعد -دبي