أختلف مع بعض ما ورد في مقال الدكتور عمار علي حسن: «ذكرى ثورة يوليو المصرية... قديم يتجدد»، وذلك لقناعتي بأن ثورة الشعب المصري في نهاية الشهر الماضي على نظام «الإخوان» تأتي في سياق سياسي وتاريخي مختلف عن ظروف واتجاه ثورة 23 يوليو 1952، وذلك لأن النظام السياسي السابق على ثورة عبدالناصر على رغم ما قد يوجه إليه من انتقادات إلا أنه لم يكن بدرجة فشل وإخفاق نظام «الإخوان المسلمين» الذي أسقطه الشعب في انتفاضة الثلاثين من يونيو الماضي. ولم يكن أيضاً متصفاً بذات الدرجة من التغول السياسي والادعاء الإيديولوجي. وما أسقط نظام الملك فاروق هو الجيش في انقلاب عسكري تحول فيما بعد إلى ثورة حقيقية بعد تعاظم المكاسب التي أنجزها عبدالناصر للشعب، وخاصة بعد تأميم قناة السويس وتعميم التعليم المجاني والخدمات، ولعب دور كبير وإعطاء مكانة مميزة لمصر في المحافل الدولية. أما ما جرى في انتفاضة الثلاثين من يونيو الماضي فقد كان منذ البداية ثورة شعبية، نزلت فيها إلى الشارع الأغلبية الساخطة الغاضبة من فشل «الإخوان»، وهي التي أسقطت نظامهم، ولم تتدخل مؤسسات الدولة السيادية لعزل الرئيس السابق مرسي إلا بعدما عرفت أن الشعب قد لفظ نظام «الإخوان»، وأن عدم الاستجابة لمطالب الشعب يمكن أن يقود البلاد إلى صراع عنيف بين الشعب و«الإخوان»، ولذلك تحملت القوات المسلحة مسؤوليتها وعزلت الرئيس السابق، وفق إجراءات دستورية، مع الإعلان عن خريطة طريق لتغيير مسار العملية السياسية، على نحو يستعيد معه المصريون ثورتهم التي كانت مخطوفة من قبل «الإخوان». أيمن فتحي – القاهرة