أعتقد أن مقال «منعاً للمجاعة... امنحوا النساء ملكية الأراضي»، لكاتبته أماندا ريتشاردسون، قدم أطروحة جديدة ولافتة، كما أنها عادلة ومنطقية ومبرهنٌ عليها بالتجارب العملية ونتائج البحوث العلمية. فقد أوضحت الكاتبة أن أفقر شعوب العالم تشترك في خصائص ثلاث: كونها تستوطن الأراضي الزراعية، وتعتمد على الأرض لكسب رزقها، ولا يتمتع فلاحوها بأي حقوق في الأرض التي يكدحون فيها. فالأرض غالباً ما تكون ملكاً لشخص آخر (إقطاعياً كان أو حكومة)، ما يجعلهم أشبه بالخدم. لكن إذا امتلك الفقراء الأرض، فهذا يدفعهم لإنتاج الغذاء الكافي لسد رمق عائلاتهم وبيع المحاصيل ودفع تكاليف التعليم. بيد أن منفعة ذلك الإجراء تتضاعف نوعياً حين تحظى النساء على نحو خاص بحقوق تملّك الأراضي. فالفلاحون الرجال يهتمون بالمحاصيل التي تدرّ عليهم عوائد مالية سريعة، أما الفلاحات فغالباً ما يركزن اهتمامهن على زراعة المحاصيل التي توفّر الغذاء الجيد لعائلاتهن. سعاد عبدالكريم -اليمن