سيظل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، رمزاً للخير والعمل الإنساني ليس في منطقة الخليج والعالم العربي فحسب، وإنما في العالم كله أيضاً، وسيظل كذلك صاحب لقب «الزعيم الإنساني» بما قدمه من مساهمات كبيرة في خدمة الإنسانية وما وضعه من أسس قوية للبعد الإنساني في سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية. في هذا السياق جاءت المبادرة الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي بإطلاق اسم زايد على يوم العمل الإنساني الإماراتي الذي يتزامن مع ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، في التاسع عشر من رمضان، لتؤكد أن اسم زايد سيظل محفوراً في ذاكرة العمل الإنساني الإماراتي والدولي على الدوام، وستظل ذكرى وفاته رحمه الله، مناسبة لتذكير العالم كله بما قدمه لمصلحة الإنسانية من أعمال جليلة لتكون قدوة لكل المؤسسات العاملة في المجال الإنساني وكل دول العالم لمزيد من العمل والجهد لمصلحة تنمية الإنسان ورفاهيته في كل مكان دون نظر إلى عرقه أو دينه أو جنسه. إن ما قدمه الشيخ زايد رحمه الله لمصلحة العملين الإنساني والخيري في العالم كله يجعل اسمه محفوراً في قلوب وعقول الشعوب التي استفادت وما زالت من المشروعات التي دعمها وأطلقت اسمه على الشوارع والمدن في دولها تخليداً له وشهادة للتاريخ على أنه كان عنواناً للخير والنجدة والعمل من أجل تنمية الإنسان واستقراره وكرامته على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي هذا السياق أشار تقرير لوزارة التنمية والتعاون الدولي إلى أن قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات للدول المختلفة خلال الفترة من عام 1971 إلى عام 2004 بلغت نحو 90.5 مليار درهم استفادت منها أكثر من 117 دولة على مستوى العالم. ما وضعه الشيخ زايد رحمه الله، من أسس راسخة للعمل الإنساني، هو منهاج عمل سارت وتسير عليه الدولة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، حتى أصبحت علامة مميزة في منظومة العمل الإنساني الدولي، فوفقاً لتقرير المساعدات الخارجية لدولة الإمارات لعام 2011، فقد قدمت الدولة مساعدات خارجية بقيمة 7.74 مليار درهم استفادت منها 128 دولة حول العالم في عام 2011. وجاءت الإمارات في المرتبة الـ(20) بين الدول الأكثر عطاءً على الساحة الدولية فيما يتعلق بنسبة المساعدات التنموية من الدخل القومي الإجمالي، والمرتبة الثانية ضمن الدول المانحة غير الأعضاء في لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لـ «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» في عام 2011، حسب البيانات التي نشرتها اللجنة خلال شهر يناير 2013. وتقدم ترتيب الإمارات على ساحة الدول الأكثر عطاء في العالم خلال عام 2012 لتتبوأ المرتبة الـ(16) عالمياً قياساً بنسبة مساعداتها الخارجية من دخلها القومي الإجمالي بعدما كانت في المرتبة الـ(20) عالمياً خلال 2011، والمرتبة الـ(26) خلال عام 2010، حسب إحصاءات لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لـ«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية». ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.