أتفق مع معظم ما ورد في مقال: «لا ديمقراطية بغير توافق سياسي» للكاتب السيد يسين، وذلك لأنه لا بديل عن التوافق والتفاهم ووضع أسباب الفرقة والخلاف جانباً عندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية العليا. ولاشك أن ثقافة الأحادية، وعدم الجنوح إلى التوافق، ومحاولة الاستئثار بكل شيء، وتهميش القوى السياسية المعارضة، كانت في مقدمة الأسباب التي أدت إلى سقوط نظام الرئيس المخلوع محمد مرسي. فقد حاول «الإخوان» ونظامهم «التكويش» على البلد كله، وصموا آذانهم عن كل الدعوات التي طالبتهم بالتفاهم والتوافق مع المعارضة، أو الاستماع لاحتجاجات الشارع المصري على أدائهم الضعيف، وعجزهم عن حل مشكلات الناس الاقتصادية والاجتماعية. وبعدما يئس الشعب من إمكانية جنوحهم للتوافق، وتغليب مصلحة مصر على مصلحة الجماعة نزل الملايين للشارع مع دعوات حركة «تمرد» ووضعوا حداً لنظام مرسي. ولا أدل على أحادية «الإخوان» من رفضهم الآن الدخول تحت مظلة الإجماع الوطني بعد سقوط نظامهم، وسعيهم الحثيث للتشويش على مستقبل التغيير السياسي المنشود الذي تمثله خريطة الطريق، ويتطلع إليه المصريون الآن باهتمام وأمل كبيرين. علي محمود – القاهرة