استعرض هنا الدكتور عبدالله خليفة الشايجي في مقاله: «أميركا... الداخل أولاً»، جوانب من مظاهر انكفاء القوة العظمى الأميركية على نفسها، مبرزاً تداعيات ذلك على الساحة الدولية، ومع أن المبررات التي ساقها المقال وجيهة عموماً، إلا أنني أعتقد أن واشنطن لا تستطيع في النهاية الانعزال، أو الانكفاء عن عالم يمور بالصراعات والمشاكل الدولية، خاصة أن مصالحها القومية الحيوية مرتبطة بمناطق عديدة من هذا العالم شديد التعقيد. وأكثر من هذا أود أن أضيف تفسيراً آخر لظاهرة التفات أميركا إلى الداخل بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، ألا وهو تداعيات الأزمة المالية العالمية وتكلفة الحروب الباهظة التي تكبدها الاقتصاد الأميركي خلال العقد الماضي، وهو ما كان له أثر على ارتفاع الدَّين العام، ودخول الاقتصاد هناك في حالة ركود وكساد عميقة. ولكن دولة عظمى بحجم أميركا وبقوتها الهائلة تستطيع أيضاً تجاوز كل تلك التداعيات، والانخراط في لعب أدوارها الدولية، كلما شعرت بأن مصالحها الحيوية باتت مطروحة على المحك. فيصل يوسف – الدوحة