«عالم الفكر»: أفكار نقدية --------- في العدد الأخير من فصلية «عالم الفكر»، نطالع طائفة من البحوث تجول في رحاب النقد الأدبي والفلسفي والترجمة والبنية الاجتماعية. وفي دراسة «الخطاب النقدي الحديث وقانون البيئة»، يقدم الدكتور أحمد سمير العاقور قراءة نقدية في منجز الناقد ومؤرخ الأدب الراحل الدكتور شوقي ضيف، فيبحث في تصوراته حول تأثير الوسط الزماني والمكاني الذي نشأ فيه الأدب، والأهمية التي أعطاها للظروف الموضوعية التي تؤثر في المعالجة الأدبية، وربطه بين البيئة والإنسان عبر الزمان. وتستمر تلك الثنائية لدى «ضيف» عندما يطرح ثنائية التحضر والبداوة، ومدى تأثير وتأثر كل منهما بالآخر، خاصة في ميدان الشعر. أما الدراسة الثانية للدكتور الزواوي بغورة، فتتناول «النقد الفلسفي»، وتذهب إلى أنه لا يمكن فصل الفلسفة عن النقد، كما تركز على مفهوم النقد لدى الفلاسفة، باعتبار الناقد كمن يقوم بدور القاضي، محَكِّماً عقله بحرية تامة. هذا فيما يقدم الدكتور رضا حمدي «قراءة نقدية في محاولات تأصيل المشروع العقلاني العربي» لدى اثنين من المفكرين العرب المعاصرين، هما محمد عابد الجابري ومحمد أركون. وأساس هذا المشروع هو الحداثة وتأثيرها في الفكر العربي، حيث يؤكد الكاتب أن العقلانية رغم كونها واحدة من قضايا الحداثة الأوروبية، فإنها ليست حكراً عليها وحدها. أما الدراسة الرابعة في هذا العدد، وعنوانها «المناهج النقدية الغربية في النقد العربي المعاصر»، فيركز كاتبها الدكتور علي صديقي على تصنيف هذه المناهج ومشكلاتها، كما يستعرض بعض المسائل النقدية، الأدبية والفكرية. Middle East Policy يقظة العرب وتمدد الصراع --------- اشتمل العدد الأخير من دورية Middle East Policy على طائفة من الموضوعات المهمة؛ ففي مقال بعنوان «هل امتد الصراع في سوريا إلى لبنان؟»، تبدأ الدورية بالإشارة إلى الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية اللبنانية، معقل «حزب الله»، والذي ترى أنه زاد من مخاوف تمدد الصراع السوري للبنان، وأنه رغم كون الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية كلها أدانت التفجير، فإن بياناتها في هذا الشأن حملت نقداً مبطناً للتدخل السافر من «حزب الله» لدعم قوات الأسد. وترى الدورية أن ذلك التفجير ينبغي أن يدفع الحزب لمراجعة سياساته والتوقف عن التدخل في سوريا، حمايةً لبنان الذي يعتبر أقل الدول المحيطة بسوريا مناعةً. وتحت عنوان «اليقظة العربية الجديدة»، يرى الدكتور أنور قرقاش أن الحاجة تستدعي القيام على نحو عاجل بمحاولات حثيثة لحل للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حل يقوم على خيار الدولتين، كما ينبه إلى أن الغضب المشروع الذي يساور الكثير من العرب جراء الظلم الذي يعانيه الفلسطينيون، يتم استغلاله من قبل متطرفين لحشد الدعم لقضاياهم غير العادلة. كما يقول إنه على المعتدلين في العالم العربي وإسرائيل ودول «الرباعية»، أن ينتهزوا الفرصة الحالية للتوحد والوقوف وراء مبادرة السلام العربية. ويتطرق الكاتب لدول «الربيع العربي»، مركّزاً على مصر التي يرى أن تجربتها منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن تظهر مدى الحاجة لقيام الدول ذات الإمكانيات المادية الكبيرة، وخصوصاً دول الخليج العربية، بالوقوف وراء تلك الحكومات ومساعدتها بالأموال والإمكانيات الأخرى لتوجيهها نحو القطاعات التعليمية والصحية والمجالات الاستثمارية، لاستيعاب العاطلين من الشباب، بدلا من أن يدفعهم الفقر والحاجة للتطرف الذي يؤدي لزيادة القلاقل في المنطقة.