من شرفة بيته الواقع في حي قديم من مدينة هيرات الأفغانية، يطل هذا الصبي متأملاً في الشارع وحركة الناس وما يمكن استشرافه من وراء القمم الجبلية المحيطة بالمدينة. ولم تفتأ التضاريس الأفغانية الوعرة تتسبب في حجب الرؤية أحياناً كثيرة، شأنها شأن الأجواء الصيفية والشتوية هناك على حد سواء... بيد أن الأحداث والتقلبات السياسية في هذه البلاد وحولها، تجعل الحكيم حيراناً، وتضع الحاضر والمستقبل نهباً لتقاطعات الرؤى والمصالح المتصارعة. فأكثر من ثلث الأفغان يعيشون في فقر مدقع، ومعظمهم يحمل مسؤولية حاله للماسكين بزمام السلطة ممن يهتمون بمصالحهم الخاصة، بدلا من العمل على توفير الحاجات الأساسية للسكان. وفي ذلك أيضاً مدعاة لحيرة لا تفتأ العيون والأفكار تتطلع لاستجلاء ما فيها من غموض مقلق للكثيرين، يلمسه الأطفال من الشرفات! (ا ف ب)