في مقاله «فوضى السلاح في ليبيا» قال السير سيريل تاونسيند إن النجاح الذي صاحب العملية العسكرية في ليبيا ومكّن الثوار من دحر قوات القذافي وقتله في نهاية الأمر، تقابله اليوم حالة من القلق والتوجس إزاء ما آل إليه الوضع بعد انتصار الثورة؛ فهناك مخاوف من أن ليبيا ربما تكون في طريقها إلى مزيد من الفوضى، لاسيما في ظل غياب الدولة وسيطرة المليشيات المسلّحة... مما ينذر بتحول ليبيا إلى دولة فاشلة تصدّر الإرهاب إلى الدول المجاورة. لكني لا أعتقد أن هذه المخاوف مبررة في واقع الأمر؛ فليبيا تخرج من مرحلة طويلة لم تعرف خلالها من سلطة النظام والقانون، سوى المزاج المتقلب للقذافي وأفراد عائلته، أعقبتها الثورة حين قرر الناس الخروج على الآلة القمعية للقذافي ومعانقة حريتهم المفتقدة... بيد أن ليبيا تتعافى من هذه الحالة المضطربة وغير الصحية؛ وقد استطاعت إجراء انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها، كما بدأت تؤسس لحياة دستورية وديمقراطية جديدة قد تكون مثالاً يحتذى به في المحيط الإقليمي. فؤاد خميس - طرابلس