أعجبني مقال «بغدادُ الشريعة والعلم»، لكاتبه محمد عارف، والذي تناول فيه إسهام الخوارزمي، مؤسس علم الجبر، في صناعة المستقبل منذ القرن التاسع الميلادي وحتى اليوم، وذلك من خلال كتابه «الجبر والمقابلة» الذي أسس العلم المعروف عالمياً باسمه العربي «الجبر»، وبفضله أصبح اسم الخوارزمي نفسه «اللوغاريثما» علماً قائماً بذاته وفصلاً أساسياً في برمجة الحواسيب. فكيف أمكن لكتاب وُضعَ عام 820 ميلادي لخدمة سكان دولة إسلامية، أن يؤسس علماً جديداً يخدم حتى اليوم الحاجات العملية لسكان العالم من مختلف الشعوب؟ يجيب الكاتب قائلاً: في الجبر التقت الرياضيات والعلوم الفقهية المتعلقة بحسابات الإرث والوصايا، وتأسست مادة رياضية مستقلة عن الهندسة وعلم الحساب، وجعلت من الممكن توسيع تطبيق العلوم الرياضية، بعضها على بعض، وتطبيق الحساب على الجبر، والجبر على الهندسة، والهندسة على الجبر، والجبر على المثلثات. والحقيقة أن علوم اللغة، والفقه، والإلهيات، شكلت في العصر العباسي وسطاً يتلقف العلوم الجديدة ويهتم بها. أيوب عثمان -أبوظبي