نتنياهو في حالة إنكار... ومخاوف من عملية سيناء --------- قرار الاتحاد الأوروبي بحظر التعامل مع المستوطنات الإسرائيلية، والعملية العسكرية المصرية في سيناء، وجهود وزير الخارجية الأميركية الرامية لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. -------- نتنياهو والخطة الأوروبية صحيفة "هآرتس" علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس على قرار الاتحاد الأوروبي القاضي بحظر التعامل مع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية أو القدس الشرقية أو مرتفعات الجولان، وبأن تشمل أي اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بنداً ينص على أن المستوطنات ليست جزءاً من إسرائيل وغير مشمولة في الاتفاقية. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة التي يرأسها يبدو أنهما لم يستوعبا بعد الضربة التي يعنيها هذا الأمر بالنسبة لإسرائيل، مضيفة أنه يمكن فهم رد وزير الاقتصاد "نفتالي بينيت"، الذي يريد أن يزيد الطين بلة عبر "وقف كل تمويل من قبل الاتحاد الأوروبي" للمشاريع الفلسطينية في الضفة الغربية، على اعتبار أن "بينيت" يمثل المستوطنين. أما رد نتنياهو، فهو مقلق أكثر بكثير، تقول الصحيفة، لأنه تضمن العبارات المبتذلة القديمة نفسها التي تعتبر السبب في وجود إسرائيل الآن على شفير الهاوية؛ حيث يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يجدر بالاتحاد الأوروبي التعاطي مع "مشاكل إقليمية أكثر إلحاحاً" مثل إنهاء الحرب الأهلية السورية أو وقف التهديد النووي الإيراني، بدلًا من التعاطي مع المستوطنات. الصحيفة اتهمت نتنياهو باستعمال التكتيك التبسيطي نفسه المتمثل في محاولة للتغطية على إجحاف عبر مقارنته بإجحاف آخر، متسائلة: "متى سيفهم نتنياهو أن المعاناة التي تسببت فيها إسرائيل للفلسطينيين على مدى عقود ليست في حاجة إلى مقارنتها بأي معاناة أخرى، ومتى سيكف عن عقد هذه المقارنات؟". وقالت إن نتنياهو يبدو أنه لم يستوعب بعد حقيقة أن هذه الرؤية المحرفة للعالم هي التي أدت إلى معاقبة إسرائيل، مضيفة أن نتنياهو، الذي يعتبر الأراضي المحتلة جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل، هو أحد الأسباب الرئيسية لصحوة أوروبا وسعيها لمهاجمة المستوطنات، وبشكل غير مباشر ملايين الإسرائيليين داخل "الخط الأخضر". أما ادعاء نتنياهو بأن الخطوة الأوروبية تُضعف فرص استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، فقد كان يمكن أن تؤخذ على محمل الجد لولا السنوات التي أثبت فيها باستمرار أن إنهاء الاحتلال ليس إحدى أولوياته، تقول الصحيفة. كما أن تلكؤه يُظهر الهوة الكبيرة بين أقواله وأفعاله؛ قبل أن تختم بالقول إن على نتنياهو أن يدرك أنه يقود إسرائيل إلى حافة الهاوية، وأن معظم الإسرائيليين ليسوا مستعدين للسماح للمستوطنين، الذين يمثلون أقلية، بتحديد مصيرهم. وكلما أسرع إلى إدراك ذلك، كلما قلت المعاناة. عملية سيناء صحيفة "يديعوت أحرونوت" أفادت ضمن عددها ليوم الجمعة بأن مسؤولين داخل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية عبرَّوا عن قلقهم بشأن التطورات الأخيرة في قطاع غزة والوضع في شبه جزيرة سيناء، حيث يخشون حدوث تصعيد بالنظر إلى التقارير المصرية التي تتحدث عن عملية واسعة النطاق من قبل الجيش ضد مجموعات مقاتلة تعمل هناك. وحسب الصحيفة، فإن بواعث القلق الإسرائيلية تتركز على إمكانية انتقال العنف إلى النقب ووادي عربة، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن مؤسسة الدفاع بصدد الإعداد لهذه السيناريوهات. وتقول الصحيفة إن العملية المصرية من المتوقع أن تشمل وحدات من القوات الخاصة، ومركبات مدرعة، وطائرات هيلكوبتر، وفوجين من المشاة سمحت لهم إسرائيل بدخول رفح والعريش، مضيفة أن العملية تأتي عقب عدد من الاشتباكات العنيفة بين الجيش المصري ومجموعات تنتمي إلى "القاعدة" في شمال سيناء. وكان الجيش المصري أعلن أنه قتل عشرة مقاتلين جهاديين خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد مقتل ثلاثة مواطنين مصريين الثلاثاء الماضي في هجوم بواسطة القذائف على حافلة في شمال سيناء. وإلى جانب المخاوف من إمكانية انتقال العنف إلى إسرائيل، فإن المسؤولين الإسرائيليين قلقون أيضاً بشأن التداعيات التي قد تستتبع تغيير السلطة في القاهرة والعملية الوشيكة على نظام "حماس" في غزة، في وقت يتهم فيه مسؤولو الجيش المصري "حماس" بالتدخل في سياسة البلاد والمساهمة في الاضطرابات. السلام ممكن صحيفة "جيروزاليم بوست" نشرت ضمن عددها ليوم الأربعاء مقال رأي لـ"جيرشون باسكن"، الرئيس المشارك للمركز الإسرائيلي الفلسطيني للبحوث والمعلومات، حول آفاق نجاح الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركية جون كيري لبدء مفاوضات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وفي هذا الإطار، قال الكاتب إنه التقى خلال الأيام الأخيرة بعدد من الدبلوماسيين الغربيين وتحدث معهم حول احتمالات نجاح مساعي كيري، لقاءات عبَّروا له خلالها عن استغرابهم لعدم خروج الجماهير سواء في إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية من أجل الضغط على قادتهم حتى يستأنفوا المفاوضات. وفي هذا الإطار، قال الكاتب إنه يعتقد أنه من غير الممكن خلق موجة من الرأي العام في إسرائيل أو على الجانب الفلسطيني تجعل الحكومتين تتصرفان على نحو مختلف عما تفعلان حالياً. ذلك أنه يرى أن الجماهير لن تتظاهر من أجل السلام، ليس لأنها لا ترغب فيه، ولكن لأنها تعتقد أن السلام غير ممكن. وإذا كان المرء يعتقد أن شيئاً ما غير ممكن، يقول "باسكن"، فإنه لا يخرج إلى الشوارع للمطالبة به، معبِّرا عن اعتقاده بأنه إذا كانت ثمة اتفاق، فإن الجمهور سيدعمه. "باسكن" يعتقد أن أغلبية الإسرائيليين والفلسطينيين سيدعمون حكوماتهما إذا توصلتا إلى اتفاق بينهما. وهي الخلاصة التي أكدتها بحوث الرأي العام في إسرائيل وفلسطين، كما يقول، ليذهب إلى أنه بالنظر إلى الواقع الحالي، فإنه سيكون من مضيعة الوقت والموارد أن يحاول المرء جعل الجمهور يخرج ويتظاهر من أجل السلام. إلى ذلك، يرى "باسكن" أن أفضل طريقة لإقناع نتنياهو وعباس ليس عبر الضغوط والتهديدات، وإنما عبر شرح الفوائد والمزايا الممكنة التي يمكن أن يجنيها الشعبان من خلال التقدم إلى الأمام نحو السلام. أما التهديدات، ولأنني أعرف العقليات الإسرائيلية والفلسطينية، يقول الكاتب، فأعتقد أنها لن تأتي سوى بنتائج عكسية. محاولات اللحظة الأخيرة صحيفة "هآرتس" أفادت ضمن عددها ليوم الجمعة بأن الولايات المتحدة تبذل آخر محاولاتها للضغط على كل من الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى طاولة المفاوضات. فصباح الجمعة، التقى وزير الخارجية جون كيري مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في عَمان على أمل إقناع السلطة الفلسطينية بقبول المقترح الأميركي لاستئناف المفاوضات. وكان من المتوقع أن يعود كيري إلى واشنطن بعد ظهر الجمعة؛ غير أنه من غير الواضح حتى الآن ما إن كان سيتمكن من الحصول على الإجماع الذي من شأنه السماح له بالإعلان عن أن المفاوضات المتوقفة مستعدة للاستئناف. الصحيفة أفادت بأن عريقات أطلع كيري خلال الاجتماع على مضمون المحادثات التي عقدتها القيادة الفلسطينية ليلا يوم الخميس، وطلب منه توضيح تفاصيل حول مقترحه، مشدداً على تعريف أحسن لحدود الدولة الفلسطينية المقبلة. ولكن الصحيفة نقلت عن مسؤول فلسطيني رفيع قوله إنه أصبح من الواضح خلال الاجتماعات أن الفلسطينيين يشعرون بأنهم غير قادرين على استئناف المفاوضات في الوقت الراهن، ولكنهم منفتحون على مزيد من المحادثات مع كيري. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن أوباما، وفي مسعى منه لزيادة الضغط على إسرائيل، هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الخميس وحثه على مواصلة التعاون مع كيري و"استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في أقرب وقت ممكن". إعداد: محمد وقيف