جاء انطلاق الملتقى الثامن للبعثات الدبلوماسية، تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وبحضور معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، بمشاركة أكثر من 160 من قيادات الوزارة وسفراء ورؤساء بعثات الدولة في الخارج، لاستعراض استراتيجية وزارة الخارجية للأعوام 2014-2016 وبرامجها التطويرية، والالتزام بنهج القيادة الرشيدة لجهة تأكيدها تطوير أدوات الدبلوماسية الإماراتية في الفترة المقبلة. والملتقى هو تقليد سنوي دأبت «الخارجية» عليه، يتم خلاله قياس الأداء وتقييمه، ووضع الخطط المستقبلية والاتفاق عليها، وتحديد المدة التي سيتم تحقيق الأهداف فيها، بالإضافة إلى الاطلاع على مختلف مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، وتبادل الرأي بشأنها، وتحديد أهميتها بالنسبة إلى الدولة. كما أنه فرصة للكوادر الدبلوماسية لتعبر بحرية عن مقترحاتها وآرائها وأفكارها بما يتيح المزيد من تقوية روح الألفة والترابط بين الرؤساء والمرؤوسين. وتأسيساً على ما تقدم، يستعرض الملتقى عدداً من القضايا المهمة، من بينها جهود الدولة في مسألة حقوق الإنسان والدبلوماسية العامة، ومناقشة البرامج المقترحة، والاستفادة من الخبرات في تطوير ورفع مستوى أداء الوزارة لتحقيق النتائج المرجوة. وتأتي جهود تعزيز أداء الدبلوماسية والارتقاء بأدوات عملها، بما يؤدي بها إلى أفق أرحب وبما يحقق أهداف الوزارة الاستراتيجية، إذ تبرهن الأحداث أن الدولة تتحول نحو مزيد من الارتقاء بممارستها على مستوى السياسة الخارجية ومن منطلق مفاهيمي يستند إلى العقلانية والموضوعية، وقد جلب ذلك لها قبولاً إقليمياً وعالمياً، والبعد عن التعصب والرؤية الأحادية الضيقة، وصولاً إلى صيانة البقاء القومي وتأمين المصالح العليا، وهو ما أدركته الدولة مبكراً وعملت على تحقيقه. ومما لاشك فيه أن تعزيز التواصل والتفاعل مع سفراء الدولة في الخارج، من شأنه أن ينعكس إيجابياً على آلية حركة السياسة الخارجية في الدولة، فضلاً عن الإسهام في صقل وتعزيز التجربة الإماراتية التي تتبنى نهج الوسطية وعدم التدخل في شؤون الغير واحترام الآخر، استجابة لمواثيق الأمم المتحدة. وما يُشهد للدبلوماسية الإماراتية في علاقاتها الدولية؛ أنها اتبعت سياسة خارجية نشطة ومعتدلة ومتوازنة، وارتبطت بعلاقات ودية ووثيقــة مع الدول كافة على اختلاف اتجاهاتها، حيث انطلقت السياسة الخارجية الإماراتية لتعزيز حركتها الإقليمية والدولية، وتوفير أمثل لضمان المصالح الوطنية، وصولاً إلى موقف واعٍ وعقلاني يبتعد عن التسرع في اتخاذ القرارات، واعتماد الأساليب المرنة في تجاوز الأوضاع الصعبة، ويقودنا هذا إلى التذكير بسعة المجالات التي عرفها التعاون الإماراتي- الدولي، سواء على مستوى التقنية أو الاقتصاد أو الاستراتيجيات أو الثقافة والفنون وغيرها. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية