دافع بروس أكرمان في مقاله المنشور هنا تحت عنوان «مصر بحاجة للنظام البرلماني»، عن الفكرة القائلة بأن مستقبل مصر رهين بنظام برلماني يخلق أجواء تشجع الأطراف السياسية على التعاون وتشكيل التحالفات. لكني أختلف مع هذا الرأي وأعتقد أن النظام البرلماني هو آخر ما يحتاجه بلد في وضعية تشبه الوضعية التي تمر بها مصر في الوقت الحالي، حيث تسود حالة من التشرذم داخل المجال السياسي، وحيث تتسم تشكيلات القوى السياسية الوطنية بالهشاشة والضعف، ما يتيح لقوى الإسلام السياسي فرصة الصعود والسيطرة على البرلمان والعودة مجدداً إلى الحكم، وهو ما يتعارض مع روح ثورة 30 يونيو ومراميها الوطنية. وفي المقابل يبدو أن النظام الرئاسي الذي يتمتع فيه رئيس الجمهورية بسلطات قوية هو وحده ما يضمن وحدة البلاد وتمكين القوى الوطنية من التوحد خلف مرشح واحد قادر على كبح جماح الإسلام السياسي وتحجيمه داخل المجال العام، منعاً لمزيد من الاضطراب والتشرذم. تامر بلال -القاهرة