تحول في الموقف الأميركي تجاه مصر... ومطلوب الاتفاق مع كرزاي لما بعد 2014 مضمون زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي للقاهرة، ومخاطر تعتري عملية التحول الديمقراطي في تونس، وجدوى دعم أفريقيا في مجال الطاقة، وأهمية الاتفاق مع كرزاي حول حماية الجنود الأميركيين بعد 2014...موضوعات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. زيارة «بيرينز» أول من أمس الاثنين، وتحت عنوان «القتال يتصاعد بعد زيارة المبعوث الأميركي للقاهرة»، نشرت «واشنطن بوست» تقريراً لـ«ليز سلاي» و«أبجيل هاسلونر»، أشارا خلاله إلى أن نائب وزير الخارجية الأميركي، أجرى زيارة للقاهرة هي الأرفع منذ سقوط حكم مرسي في 3 يوليو الجاري. المبعوث الأميركي أفصح عن جاهزية واشنطن للوقوف مع قادة مصر الجدد، حتى في ظل وجود تظاهرات لمؤيدي مرسي، تطالب بعودته للسلطة. وحسب التقرير، فإنه بعد يوم من لقائه وزراء في الحكومة الانتقالية، وعقب لقائه وزير الدفاع المصري، أخبر «بيرنز» مجموعة صغيرة من الصحفيين بأن لدى الولايات المتحدة التزام صارم بمساعدة مصر على النجاح في هذه الفرصة الثانية لتحقيق ما وعدت به الثورة. المبعوث الأميركي، قال «إنه ليس ساذجاً ويعلم أن لدى كثير من المصريين شكوك في الولايات المتحدة، وأنه ليس هناك شيئاً سهلاً أو قريباً؟ وحسب التقرير، تعكس لهجة «بيرنز» تحولاً واضحاً في موقف إدارة أوباما تجاه مصر خلال الأسبوعين الماضيين، فمن التحذير ضد الإطاحة برئيس منتخب إلى رمي الثقل الأميركي خلف مؤيدي التغيير الذي أدى إلى إزاحة مرسي. وأشار التقرير إلى أن حركة «تمرد» التي قادت التظاهرات المناوئة لمرسي، رفضت الدعوة الخاصة بمقابلة المبعوث الأميركي ويليام بيرينز والجلوس معه على مائدة مستديرة في أحد فنادق القاهرة بحضور السفيرة الأميركية، فالحركة تتهم واشنطن بدعم إسرائيل وتأييد الإخوان ومرسي...كما أن حزب «النور» السلفي رفض مقابلة «بيرينز» ، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن أحد أعضاء الحزب قوله إن الحزب يرفض التدخل الأميركي في الشؤون المصرية»، علماً بأن حزب «النور» انضم إلى حركة «تمرد» وغيرها من المعارضة غير الإسلامية في المطالبة برحيل مرسي. إدارة أوباما رفضت وصف إسقاط مرسي بـ«الانقلاب»، ما جعل «الإخوان» يتهمون واشنطن بالتآمر على الإطاحة بمرسي، كما أن المتحدث باسم «الإخوان» قال إنه لم تتم دعوته للقاء «بيرينز» ولم يسع للحصول على هذه الدعوة. المبعوث الأميركي، حث المصريين على إجراء «حوار بناء وجاد» بين معارضي مرسي ومؤيديه لاستعادة الهدوء في مصر، رغم تصاعد التوتر بين الفرقاء السياسيين». انعطافة سوداء تحت عنوان «انعطافة سوداء في تونس»، كتب «جوشوا مورفيشك» في «لوس أنجلوس تايمز» مقالاً رأى خلاله أنه بينما تحولت الثورة المصرية إلى فوضى، تعرض التحول الديمقراطي في تونس للخطر، فثمة قانون طرحه الإسلاميون وحلفاؤهم في الجمعية الدستورية الوطنية، يدعى «قانون حماية الثورة»، وهو مصمم لحماية حزب «النهضة» الحاكم والحيلولة دون مواجهة منافسة حقيقية في الانتخابات البرلمانية المقبلة. الكاتب، وهو زميل بجامعة «جونز هوبكنز»، يرى أن حزب «النهضة» أضطر إلى الحكم في ظل تحالف من الأطياف السياسية غير الإسلامية، وربما حال هذا القيد دون ارتكاب "النهضة" أخطاء كتلك التي وقع فيها «الإسلاميون» المصريون. ورغم ذلك، لا يزال لدى الناخبين التونسيين سبباً للاستياء والإحباط، حيث سمعوا وعوداً بانتخابات جديدة ودستور جديد في غضون عام. والآن مر عامان ولم يتحقق أي من هذه الوعود، كما أن عنف المسلحين الإسلاميين أضر بالتركيبة الاجتماعية للبلاد وأدى إلى تأخير التعافي الاقتصادي، كونه أدى إلى منع عودة المستثمرين والسائحين. الآن، يقول الكاتب، استوعبت القوى العلمانية الدرس، وبدأت تتحالف في إطار حزب سياسي جديد، يهدد هيمنة «النهضة»، ويحمل اسم «نداء تونس»، ويقوده «بيجي قائد السيبسي»، الذي شغل منصب رئيس الوزراء الانتقالي عقب الإطاحة بنظام بن علي. وتشير استطلاعات الرأي أن الحزب الجديد سيتفوق على «النهضة» في الانتخابات البرلمانية، وأن «السيبسي» يتفوق في الاستطلاعات كمرشح للرئاسة في انتخابات سيتم إجراؤها مطلع 2014. «نداء تونس» إطار حزبي تندمج فيه أطياف ليبرالية عديدة وأحزاب يسارية معتدلة، إضافة إلى الحركة العمالية وبعض رجال الأعمال. خصصت «نيويورك تايمز» إحدى افتتاحياتها أول من أمس، لمبادرة «تزويد أفريقيا بالطاقة»، الصحيفة استنتجت أن هذه المبادرة التي أطلقها أوباما خلال زيارته الأخيرة للقارة، ستكون لها آثار إيجابية كبيرة في أفريقيا، حيث يعيش أكثر من ثلثي سكان منطقة جنوب الصحراء الكبرى دون الحصول على مصدر طاقة يومي يمكن الاعتماد عليه. نتائج المبادرة تتوقف على الخطة والطريقة التي ستنفذ بها وأيضاً مدى استمراريتها. الرئيس الأميركي تعهد باستثمار 7 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة في 8 بلدان أفريقية، وهو ما تراه الصحيفة بالمبلغ المتواضع، لأن وكالة الطاقة الدولية، قدرت نفقاتها اللازمة لتزويد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بالطاقة الكهربائية بـ300 مليار دولار بغضون عام 2030. المبادرة تنطوي على استثمار وعلاقات تجارية ستساعد على تقرير مستقبل أفريقيا، وضمن هذا الإطار، صرّح البيت الأبيض بأن شركات خاصة التزمت بما يزيد على 9 مليارات دولار في مشروعات طاقة متنوعة، ففي إثيوبيا وغانا وكينيا ونيجيريا وتنزانيا سيتم التركيز على الكهرباء، وفي أوغندا وموزمبيق ستكون الأولوية لتطوير حقول النفط والغاز. وترى الصحيفة أنه لطالما كانت الاستجابة الدولية لمشكلات الفقر والحروب والمجاعات في القارة السمراء محصورة بشكل أساسي في المساعدات الإنسانية، الآن ورغم وجود مشكلات عديدة، فإن ثمة اتجاهات إيجابية منها أن القارة بها 6 دول من أصل 10 أسرع بلدان نمواً في العالم، كما أن الصين أنفقت الكثير على مشروعات البنى التحتية الأفريقية وعلى الموارد الطبيعية الأفريقية لدرجة أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة كشريك تجاري للقارة، كمال أن أميركا لا ينبغي عليها تجاهل الأسواق الناشئة في أفريقيا، وأيضاً الطبقة الوسطى الصاعدة فيها. البقاء في أفغانستان في افتتاحيتها المنشورة يوم الاثنين الماضي، وتحت عنوان «لماذا يتعين على الولايات المتحدة الإبقاء على يد لها في أفغانستان»، أشارت «شيكاغو تريبيون» إلى أن سلوك الرئيس الأفغاني المثير للضجر جعل أوباما يفكر في سحب قواته من أفغانستان بشكل كامل بعد عام 2014. الصحيفة تتفهم الإحباط الموجود لدى كرزاي، فخلال الشهر الماضي فشلت مباحثات السلام بين الولايات المتحدة و"طاليان" قبل أن تبدأ، واتهم كرزاي واشنطن بمحاولة التفاوض على سلام منفصل مع "طالبان" ومن يدعمهم في باكستان، وترك الحكومة الأفغانية في حالة انكشاف أمام أعدائها، وفي خطوة تصعيدية أوقف كرزاي مفاوضات يجريها مع الإدارة الأميركية تتعلق باتفاق أمني يحد من دور القوات الأميركية في أفغانستان بعد عام 2014، وهذا جعل البيت الأبيض يومئ لصحيفة «نيويورك تايمز» بأن «الخيار صفر» أي الانسحاب الكامل يحظى بجاذبية. وتقول الصحيفة الآن سلّمت الولايات المتحدة السيطرة الأمنية الكاملة إلى السلطات الأفغانية، ووضعت جدولاً زمنياً لسحب قواتها من هناك بنهاية عام 2014. ومن المتوقع أن تبقي واشنطن ما بين3000 إلى 9000 جندياً من أجل عمليات مكافحة الإرهاب ودعم عناصر الأمن الأفغانية، فالبلاد بحاجة إلى دعم دولي لاحتواء "طالبان" والحيلولة دون جعل أفغانستان ملاذاً آمناً لتنظيم "القاعدة". لكن لن تغامر واشنطن بتمديد بقاء قواتها في أفغانستان، ما لم تكن هناك اتفاقية لحماية الجنود الأميركيين، ومن دونها يتعين على القوات الأميركية مغادرة البلاد. وتنوه الصحيفة إلى تجربة العراق في عام 2011 حيث رفض البرلمانيون العراقيون منح الجنود الأميركيين حماية قانونية أمام المحاكم العراقية، ما يجعل الأميركيين عرضة للعقاب وفق القوانين العراقية، وأميركا لم تخض هذه المغامرة في العراق، وعليها ألا تخوضها في أفغانستان. وترجح الصحيفة أن أوباما يطرح «الخيار صفر» أي الانسحاب الكامل كتهديد في وجه كرزاي، فحواه: أمامك خيار واحد: إما أن تقبل بوجود أمني دولي بعد عام 2014 أو لتشاهد حكومتك وهي تسقط على يد "طالبان". إعداد: طه حسيب