يوم السبت الماضي، وتحت عنوان «كل شيء لخدمة إسرائيل!»، قرأت مقال غازي العريضي، وضمن ردي على ما ورد فيه، أقول: تفسير الأشياء على أنها تصب في خدمة طرف واحد، تعني في الأساس أننا لا نبادر على الإطلاق، ولا نستهم في صناعة مستقبلنا، ونترك الأمور هكذا بيد الآخرين. صحيح أن إسرائيل تستفيد من كل توتر يجتاح المنطقة، فهي ليست طرفاً فيه، ولا تخسر من اندلاعه، بل تراكم عناصر القوة لديها سواء المسلحة أو الاقتصادية، بينما العرب ينزفون مادياً وبشرياً، تارة باسم «الربيع العربي» وأخرى من خلال نزاعات إقليمية لا طائل من ورائها. وفي ظل تصور سائد لدى نخب عربية عريضة، بأن إسرائيل هي الطرف الرابح في خضم هذه الفوضى، فما الذي قدمناه لتصحيح الصورة، وتدشين أجندة عربية موحدة في وجه الانحياز الغربي لإسرائيل؟ أين المبادرة فعلاً وتخطيطاً من أجل منع انحراف التطورات الراهنة وتحولها إلى غنيمة للخارج وكارثة على الداخل العربي؟ منير عدلي- العين