قراءة أسترالية في الحالة المصرية.. وإعادة بناء الشراكة الأميركية الصينية --------- سبل الخروج من الأزمة السياسية في مصر، وأسباب عرض ثلاثة بلدان أميركية لاتينية اللجوء على أدوارد سنودن، والحوار الاستراتيجي والاقتصادي الخامس بين الصين والولايات المتحدة... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. --------- التجاذب المصري صحيفة «ذي أستراليان» الأسترالية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء أنه من الضروري أن يستعمل أصدقاء مصر أي نفوذ لديهم لحث جميع أطراف الأزمة على الهدوء وضبط النفس؛ حيث ترى أنه يتعين على الولايات المتحدة، التي تقدم 1.3 مليار دولار من المساعدات لمصر كل سنة وتربطها علاقات وثيقة بالجيش، أن تستعمل كل الوسائل المتاحة لديها لممارسة ضغط على مختلف الأطراف لاحتواء هذا التجاذب «في وقت خطر جداً بالنسبة للمصالح الاستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط». وبالنظر إلى حجم الرهان الكبير، تشدد الصحيفة على ضرورة ألا يكون ثمة تكرار للتردد الذي أظهرته إدارة أوباما عندما جلست على الهامش وقادت من الخلف خلال «الربيع العربي»، ولاسيما بخصوص سوريا، مضيفة أن على واشنطن أن تستعمل نفوذها لإقناع الجميع بالأهمية الكبيرة لإجراء انتخابات مبكرة. وحسب الصحيفة دائماً، فعلى رغم هزيمة حكومة «الإخوان المسلمين» فإن الاستقرار لن يتحقق إلا إذا تم إقناع الجميع بالعودة إلى عملية سياسية ديمقراطية، معتبرةً أن الأخذ والرد من الجانبين ضروري إذا كان يراد تجنب شبح حرب أهلية، مشددةً على أن الصراع العنيف ليس هو الحل، لأن مزيداً من القتل سيجعل فرص التوافق والمصالحة الضروريين أكثر صعوبة في وقت المطلوب فيه هو العودة إلى روح انتفاضة ميدان التحرير ومُثلها. «سنودن» والغرب صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على مبادرة ثلاثة بلدان من أميركا اللاتينية، هي بوليفيا ونيكاراجوا وفنزويلا، بعرض اللجوء على إدوارد سنودن، موظف وكالة الأمن القومي الأميركية السابق الذي سرّب معلومات حساسة حول برامج وأنشطة الوكالة والمبحوث عنه من قبل أجهزة الأمن الأميركية. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه إذا كانت دول قوية، مثل الهند، تتوق جداً لإرضاء الولايات المتحدة ومساعدتها في ملاحقتها لسنودن، فإن دول أميركا اللاتينية الثلاث اختارت، في موقف ملفت، عرض اللجوء عليه. وحسب الصحيفة، فإن هذه الدول، التي فتحت أذرعها لـ«سنودن»، كان دافعها بدون شك المعاملة السيئة والصادمة التي تلقاها الرئيس البوليفي إيفو موراليس في أوروبا الأسبوع الماضي؛ حيث اضطرت طائرته، التي كانت عائدة من موسكو إلى عاصمة بلاده لاباز، إلى أن تحط في النمسا بعد أن أغلقت كل من فرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا مجالها الجوي في وجهها بدعوى أن «سنودن» يوجد على متنها. وظل موراليس عالقاً في فيينا لعدة ساعات. الصحيفة قالت: إن ما قامت به أوروبا لم يراع حق «سنودن» في طلب اللجوء في إطار القانون الدولي، ويمثل انتهاكاً سافراً للحصانة التي يتمتع به موراليس كرئيس دولة. وترى أنه إذا كان هذا الأمر يعكس سلوكاً متعالياً من جانب الأوروبيين، فإن عروض اللجوء الصادر عن أميركا اللاتينية تذكِّر أيضاً بأن نفوذ واشنطن لم يعد كبيراً على الساحة العالمية. وختمت الصحيفة افتتاحيتها: بالقول إن أولئك الذين ينددون بالبلدان الثلاثة باعتبارها «أنظمة يسارية» ترغب في تصفية حسابات مع الولايات المتحدة ينسون أن حكومات أخرى في المنطقة عبرت عن تضامنها معها، حيث أدان «اتحاد الدول الأميركية الجنوبية»، بشكل واضح لا لبس فيه طريقة تعامل أوروبا مع الرئيس موراليس. محادثات بناءة صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية خصصت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» الخامس بين الصين والولايات المتحدة، الذي عقد في واشنطن الأربعاء والخميس، حوار قالت إنه يشكل فرصة جيدة للبلدين لتوسيع أرضية مشتركة وتعميق الثقة المتبادلة. ويأتي بعد القمة التي جمعت في يونيو الماضي بين الرئيسين الصيني والأميركي في كاليفورنيا. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن مسؤولين من أكثر من 20 وزارة من كلا البلدين أجروا محادثات معمقة حول سلسلة واسعة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، مثل سبل تطوير نوع جديد من العلاقات بين بلدين كبيرين، وكيفية تسهيل تعاون جيد في منطقة آسيا- المحيط الهادي. إلى ذلك، قالت الصحيفة إن الجانبين أجريا محادثات حول تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، مضيفة أنه باعتبارهما الاقتصادين الأول والثاني في العالم، فإن الولايات المتحدة والصين لديهما كل الأسباب لمواصلة تقوية التعاون الثنائي فيما بينهما، وإزالة العراقيل التي تقف في طريق بناء علاقات تجارية أوثق. ونظراً لأن الأمن الإلكتروني أضحى مشكلة كبيرة بين البلدين، تقول الصحيفة، فإن لجنة عمل متخصصة اجتمعت لأول مرة في المحادثات. الصحيفة قالت: إن القيادة الصينية الجديدة جددت التأكيد في عدة مناسبات على سعيها لبناء نوع جديد من العلاقات بين قوتين كبيرتين، نوع يتميز بقدر كبير من الثقة المتبادلة، والتعاون المتبادل، وإدارة أفضل للخلافات. ولكن حتى تنتصر هذه الرؤية المتطلعة للمستقبل وتسود في العلاقات الصينية- الأميركية، تقول الصحيفة، لابد من أن يتخلص البعض في واشنطن من أسلوب التفكير القديم الذي عفا عليه الزمن والذي يرى أن نزاعاً مباشراً بين القوة العظمى والقوة الصاعدة أمر لا مفر منه. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة: إن المناوشات التي تحدث من حين لآخر بين البلدين تعزى بطريقة أو بأخرى إلى نظرة واشنطن لبكين باعتبارها منافساً وهدفاً للاحتواء في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، مثل آسيا- المحيط الهادي، معبرةً عن أملها في أن تساعد المحادثات الأخيرة على بناء اتفاق حول التعاون الإيجابي والبناء بين البلدين في المنطقة والعالم. استفزاز ياباني تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "ذا تايمز" الكورية الجنوبية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء وفيها علقت على تصاعد التوتر في العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية بسبب جزر متنازع عليها. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إنه إذا كانت اليابان تقليدياً هي البلد الذي يعقد معه الرئيس الكوري الجنوبي الجديد اجتماع قمة عقب اجتماع القمة مع الولايات المتحدة، فإن هذه القاعدة غير المكتوبة كسرت من قبل الرئيسة «بارك جوين هاي» أواخر الشهر الماضي، عندما التقت مع الرئيس الصيني «شي جينبينج» في بكين بعد عودتها من واشنطن. وهذا التحول قيل إنه صدم الحكومة اليابانية، التي تتوق للتعاون مع سيئول في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين بكين وطوكيو حول عدد من النزاعات الترابية وغيرها. كما يعكس تردي العلاقات الثنائية بين سيئول وطوكيو، حسب الصحيفة التي عزت سبب ذلك إلى حقيقة أن اليابان تواصل تجاهل أفعالها السابقة. يذكر أن كوريا الجنوبية قدمت يوم الثلاثاء احتجاجاً قوياً على تجديد اليابان ضمن تقريرها السنوي الخاص بالدفاع مطالبتها بالجزر التي تسميها سيئول «دوكدو» وتسميها طوكيو «تاكيشيما». كما استدعت وزارة الخارجية الكورية نائب رئيس البعثة اليابانية تاكاشي كوراي للاحتجاج رسمياً على اليابان. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إنه من غير الضروري استعراض حجج طوكيو بشأن الجزر المتنازع عليها، لأن العالم كله يعرف ذلك من حقيقة أن العديد من المثقفين اليابانيين من أصحاب الضمائر الحية يدعمون سيادة سيئول على الجزر. ومع ذلك، فإنه يتعين على الحكومة الكورية أن تظل حذرة وتراقب عن كثب التحركات اليابانية الرامية لتصعيد حرب علاقات عامة بخصوص السيادة على الجزر المهجورة في محاولة لجعل الرأي العام الدولي ينحاز لمصلحتها، تقول الصحيفة. إعداد: محمد وقيف