لا شك في أن بروتوكول التعاون العلمي الذي وقعه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤخراً، مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يعكس اهتماماً خليجياً ملحوظاً بتفعيل آليات التعاون المشترك، بما يؤدي إلى بناء استراتيجيات مستقبلية تصب في تحقيق أفضل الخطط والبرامج لتنمية شعوب مجلس التعاون الخليجي. ومن هنا، فإن ما يحظى به مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، من مكانة علمية على المستويين الإقليمي والدولي، أهلته ليتولى صدارة البحث العلمي في المنظومة الخليجية، ويقع عليه الاختيار ليقدم خبراته ومشورته لأعلى تجمع خليجي، وهو "مجلس التعاون لدول الخليج العربية"، وذلك من خلال تقديم تصورات لنخب من قادة الرأي والفكر السياسيين والأكاديميين المرموقين، وتنظيم سلسلة من الأنشطة والفعاليات الفكرية والبحثية والدراسات المستقبلية والإشراف عليها لإدامة التواصل والتشاور لتبادل الأفكار والإغناء الثقافي والفكري، والتفاعل والتنسيق مع مختلف المنظمات الحكومية وغير الحكومية الخليجية في الساحة السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية، عربياً وإقليمياً ودولياً لأهداف استراتيجية. ولئن جاء هذا التعاون العلمي استجابة للسياسة الطموحة التي تبنتها القيادة الرشيدة للدولة على مدى السنوات الماضية، لجهة تعزيز العمل الخليجي المشترك، فإن من بين أهدافه الأخرى تعزيز العلاقات البينية على مسار التنمية العلمية والثقافية، حيث سيكون هذا التعاون العلمي بمنزلة حاضنة تساعد الباحثين والمفكرين على نشر أبحاثهم وترجمتها، وتفسح مجالاً رحباً لمعالجة القضايا الاستراتيجية ذات العلاقة بأمن كل من الطاقة والمياه والغذاء والأمن الإقليمي ومنظومة الدفاع المشتركة والبنى التحتية الخليجية المشتركة كسكك الحديد وغير ذلك من القضايا الأخرى، ولاسيما في ظل ظروف عربية وإقليمية يسودها التوتر والحذر، فضلاً عن أن مثل هذا التكامل، سيفضي بلاشك إلى بلورة أفكار واستراتيجيات وسياسات تساعد على تحقيق وترجمة ميثاق مجلس التعاون الخليجي ونظامه الأساسي، بل والهدف الرئيسي الذي من أجله تشكل مجلس التعاون الخليجي، الذي نص على ضرورة التنسيق والتكامل والترابط بين شعوب دول المجلس في كل الميادين، تحقيقاً لطموحاتها نحو مستقبل أفضل، ووصولاً إلى الوحدة الخليجية. ومن هنا وانطلاقاً من اعتبارات المسؤولية العلمية والوطنية، أكد سعادة الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيـة، أن هذا التعاون العلمي الخليجي، سيكون منصة للتفاعل والحوار وتبادل الخبرة والمعرفة على المستوى الخليجي، وفتح قنوات الاتصال والحوار والتشاور والتفاعل بين مختلف الفاعلين على الساحة السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية، وإشاعة روح البحث العلمي، والتعامل مع القضايا بموضوعية، وتعميم ثقافة البحث والتحري والاستدلال، للخروج برؤى مشتركة ذات أبعاد استراتيجية وعملية، واضعاً دولة الإمارات العربية المتحدة في قيادة العمل البحثي في المنطقة، لتطوير المدركات وتنشيط الأفكار، والإسهام في بلورة تصورات حول تلك القضايا الاستراتيجية المهمة. --------- عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية