إذا كانت أيادي الخير الإماراتية ممدودة دائماً إلى كل محتاج إلى دعم أو مساعدة في كل مكان في العالم، فإنها تكثف من مساعداتها خلال شهر رمضان الكريم، وهذا ما تعبّر عنه البرامج الكثيرة التي تنفذها الجهات المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة داخل الدولة وخارجها، حيث تنفذ «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» مشروع الوجبات الرمضانية الذي يقدم مليونا و700 ألف وجبة داخل الدولة وأكثر من 500 ألف وجبة خارجها في إطار «مشروع إفطار صائم» الذي يتم تطبيقه للعام السابع على التوالي، كما ستقوم إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بتوزيع المساعدات الغذائية على 30 ألف أسرة باكستانية خلال شهر رمضان. وستنفذ «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية» عدداً من المشروعات لمساعدة المحتاجين داخل الدولة وخارجها خلال الشهر الفضيل، وستقدم «هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية» نحو 150 ألف وجبة إفطار في المسجد الأقصى المبارك. ما سبق لا يمثل سوى غيض من فيض في المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات من دون توقف، الأمر الذي جعلها عنواناً للخير ورمزاً للنجدة والمساعدة على المستويين الإقليمي والعالمي، وعنصراً أساسياً في منظومة العمل الإنساني الدولي بشهادة المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، حيث جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الـ20 بين الدول الأكثر عطاءً على الساحة الدولية بمعيار نسبة المساعدات التنموية من الدخل القومي الإجمالي، والمرتبة الثانية ضمن الدول المانحة غير الأعضاء في «لجنة المساعدات الإنمائية» التابعة لـ«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» في عام 2011، حسب البيانات التي نشرتها اللجنة خلال شهر يناير 2013. وفضلاً عن ذلك، فقد تقدم ترتيب الإمارات ضمن قائمة الدول الأكثر عطاءً في العالم خلال عام 2012 لتتبوأ المرتبة 16 عالمياً فيما يتعلق بنسبة مساعداتها الخارجية من دخلها القومي الإجمالي بعدما كانت في المرتبة 20 عالمياً خلال عام 2011، والمرتبة الـ 26 خلال عام 2010، حسب إحصاءات «لجنة المساعدات الإنمائية» التابعة لـ«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية». ووفقاً لتقرير المساعدات الخارجية لدولة الإمارات لعام 2011، فقد قدمت الدولة مساعدات خارجية بقيمة 7.74 مليار درهم، استفادت منها 128 دولة حول العالم في عام 2011. وأهم ما يميز الدور التنموي لدولة الإمارات على الساحة الدولية، هو أنه مؤسسي؛ أي أنه يتم من خلال مؤسسات، أهمها «صندوق أبوظبي للتنمية»، وغيره من المؤسسات الإنسانية والخيرية الأخرى العديدة. ولعل أهم ما يميز منظومة العمل الإنساني والخيري في الإمارات، ويكسبها الفاعلية والتأثير، أنها تدار من خلال مؤسسات اكتسبت خبرة كبيرة على مدى سنوات طويلة من العمل في أماكن وظروف مختلفة، وهذا ما يظهر في أدائها خلال الأزمات، وهو ما يعبّر عنه دورها في التعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين في الأردن. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.