مصر بحاجة إلى العون...وشكوك روسية في «الربيع العربي» كيف يمكن مساعدة مصر؟ وإلى مدى عززت التداعيات الأخيرة للمشهد المصري شكوك الروس في «الربيع العربي»؟ وماذا عن رؤية اليابانيين الخاصة بتطوير قواتهم المسلحة؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. الديمقراطية والاقتصاد تحت عنوان «مصر بحاجة إلى المساعدة من أجل الديمقراطية والاقتصاد»، نشرت «تورونتو ستار» الكندية، يوم السبت الماضي مقالاً لـ«سيزار شيلالا»، رأى خلاله أن عزل مرسي بواسطة الجيش المصري ليست نهاية المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. إنها فقط مرحلة انتقالية تحتاج إلى اهتمام خاص. الولايات المتحدة تستطيع مساعدة مصر أكثر من أي بلد آخر، كي تتجاوز المآزق التي أوجدت فيها نفسها. وإلى الآن وصل حجم المساعدات الأميركية السنوية للجيش المصري 1.3 مليار دولار، أي قرابة 20 في المئة من تمويل الجيش، علماً بأن مصر هي ثالث أكبر بلد يتلقى مساعدات عسكرية أميركية بعد أفغانستان وإسرائيل، وضمن هذا الإطار، يشير الكاتب إلى أنه خلال الفترة من عام 1948 إلى 2012، حصلت مصر على مساعدات بقيمة 72.9 مليار دولار . بعض المسؤولين في الجيش المصري ذكروا أن ما قام به الجيش لا يعد انقلاباً كون المؤسسة العسكرية لا تريد لعب دور في السياسة الداخلية المصرية. وحسب الكاتب، فإن مرسي ارتكب أخطاء خطيرة، خلال وجوده في منصب الرئيس، حيث رفض إدماج قطاع عريض من رموز المعارضة المصرية في الحكومة المصرية، ولم يكن قادراً على إنعاش الاقتصاد، الذي تضرر كثيراً منذ الاحتجاجات التي طالبت بإسقاط نظام مبارك. ويرى الكاتب أن المشكلات الاقتصادية، هي التي أشعلت شرارة التظاهرات الشعبية المناوئة لحكم مرسي. ويقول للكاتب إن مصر الآن تمر بمرحلة الركود التضخمي، ففي عام 2011 نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.78 في المئة، ووصلت الزيادة في 2012 إلى 2.2 في المئة، وفي الوقت نفسه، من المحتمل ارتفاع تكلفة المعيشة في عام 2013، ما قد يثير استياء أكبر في الشارع المصري. وبالنسبة للولايات المتحدة، ثمة أولويتان للتعامل مع المشهد الراهن، أولاً:مساعدة مصر على ضمان العودة إلى حكومة ديمقراطية، ومد يد العون لها لاحتواء مشكلاتها الاقتصادية. وفي هذا الإطار، ترى الصحيفة أن تسمية حكومة مدنية انتقالية خطوة صحيحة في اتجاه تحقيق الأولوية الأولى وهي التحول قي اتجاه الحكم المدني. وحسب «إدوارد ديرجيان»، المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، فإن «الموقف الراهن يوفر احتمالات حدوث تحول سياسي في مصر يسير في اتجاه حكومة تعددية». نسبة التضخم الإجمالية الآن وصلت 7 في المئة، كما انخفض احتياطي مصر النقدي من 36 مليار دولار عام 2011 إلى 13.6 مليار دولار في فبراير 2013. وبمقدور أوباما تسمية مجموعة من المتخصصين لمساعدة خبراء مصر الاقتصاديين في تصميم حزمة سياسات تعزز النمو الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، بمقدور الولايات المتحدة السماح لمصدري القمح بدعم برامج الخبز المدعوم، حتى تظل أسعار الخبز منخفضة، مع مد يد العون للمصريين من أجل توفير صوامع لتخزين القمح. شكوك روسية يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان «بعد الثورة المصرية ومقولات روسيا حول الربيع العربي تم تبريرها»، كتبت «إيفان نيكوبيرنيكو» مقالاً في «ذي موسكو تايمز» الروسية، استهلته بالقول إنه في ظل التحول الراهن الذي تشهده مصر وبعد الإطاحة بمرسي عقب أيام من الاحتجاجات الجماهيرية الضخمة ضد حكمه، أدلى «أليكسي بيشكوف» رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما بمداخلة فحواها أن «الربيع العربي أدى فقط إلى الفوضى في مصر، وأسفر عن دراما دموية داخل سوريا مدعومة من الخارج، وأدى إلى حرب في ليبيا وفوضى في تونس وقتال في مالي. وأشارت الكاتبة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من المسؤولين الروس، لديهم شكوك قوية في احتمال حدوث نتائج إيجابية جراء «الربيع العربي» الذي أطاح بأنظمة ديكتاتورية حكمت لفترة طويلة في كل من اليمن وتونس ومصر وليبيا، وبعد موجة التغيير الجديدة في مصر بات موقف الروس المتشككين في «الربيع» أكثر قوة. ورغم تجدد الاضطراب في مصر، وما قد يسفر عنه من أصداء عبر الشرق الأوسط، فإن ذلك لن يؤثر على علاقة روسيا بمصر أكبر بلدان شمال أفريقيا سكاناً. الكاتبة تطرقت إلى علاقات مصر مع روسيا، التي مرت بمراحل عدة من الصعود والهبوط، فأثناء زيارة الزعيم السوفييتي «نيكيتا خروشوف» إلى القاهرة عام 1964، منح الزعيم جمال عبدالناصر، «نجمة البطل الذهبية»، كما أن مبارك الذي أطيح به قبل عامين ونصف العام، كان قد درس الطيران بقاعدة «كانت» في قرغيزستان السوفييتية. أما الآن فقد تراجعت العقود الحكومية في معاملات البلدين، وحلت محلها تدفقات متنامية العدد من السياح الروس البالغ عددهم العام الماضي قرابة مليوني سائح، يتوافدون على منتجعات البحر الأحمر. ويشار إلى أن وزارة الخارجية الروسية طلبت من مواطنيها المقيمين في مصر عدم الخروج بعيداً عن منتجعات البحر الأحمر، وطالبت الوزارة «القوى السياسية المصرية بضبط النفس وأن يكون هدفها المصلحة الوطنية». واقتبست الكاتبة مقولة لـ«جيدار زيمال» رئيس اللجنة الإسلامية في روسيا، مفادها أن الإطاحة بمرسي ستؤجج عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ، خاصة في ظل استمرار الحرب الأهلية السورية. «زيمال» يرى أن ما يجري في مصر ستكون نتيجته بالنسبة لروسيا، تمديد نطاق العنف في الشرق الأوسط، حيث هناك احتمال حقيقي باندلاع الحرب الأهلية في مصر. وحسب «اتحاد الحبوب الروسي»، فإنه على رغم الاضطراب السياسي في مصر، فإن روسيا تنوي خلال الفترة المقبلة، زيادة صادرات القمح إلى البلد الأكثر استيراداً للقمح في العالم. وفي ظل الأوضاع المضطربة في مصر، من المحتمل أن تقلص القاهرة وارداتها هذا العام من 10 ملايين طن قمح روسي إلى 7 أو 8 ملايين طن. تطوير «الدفاع الذاتي» يوم أمس، وتحت عنوان «اليابان تنظر إلى قوات الدفاع الذاتي على أنها أشبه بقوات المارينز»، نشرت «يوميري شيمبون» اليابانية افتتاحية رأت خلالها أن وزارة الدفاع اليابانية تتطلع لتعزيز قدرات قواتها بحيث تصبح قريبة الشبه بوحدات المارينز الأميركية، على أن تتوافر لديها القدرة على استعادة الجزر في حال تعرضت للغزو. التغيرات المرتقبة في قوات الدفاع الذاتي اليابانية سترد ضمن تقرير نصف سنوي سيصدر خلال الشهر الجاري في برنامج الدفاع الوطني، وتتمحور الفكرة الأساسية لعملية التطوير في تعزيز الدفاعات بجزر «نانسيي» وبشكل خاص جزر «سينكاكو». وحسب الصحيفة، فإن 700 ألف من العناصر البرية التابعة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية متمركزة في منطقة «ساسيبو» بمجمع «ناجازاكي»، لديها مهمة الدفاع عن الجزر المشار إليها. وكي تتمكن هذه العناصر من إجراء عمليات إبرار كتلك التي تجريها قوات «المارينز»، فإنها بحاجة إلى تجهيزات أفضل وإطار لتنسيق عمليات الطوارئ بين الأفرع الثلاثة الرئيسية لقوات الدفاع الذاتي اليابانية. وثمة ثلاث خطوات، أولاها: تعزيز فوج المشاة الغربي، وثانيها تدشين وحدات خاصة مجهزة بمركبات متطورة وطائرات من نوع "أوسبري"، وتمكين هذه القوات من القيام بعمليات التدخل والتعاون مع الأفرع الخاصة بقوات الدفاع الذاتي. إعداد: طه حسيب