في كل يوم تضرب القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة المثل والقدوة في التعامل مع المواطنين، سواء كانوا داخل الدولة أو خارجها، وتقدم نموذجاً راقياً ورائداً في مجال السياسة والحكم، عنوانه الأساسي، هو أن «المواطن أولاً وأخيراً». في هذا السياق جاءت الاستجابة السريعة من قبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، لطلب مواطن قدّمه عبر «تويتر» بنقل مواطنة مسنة من مستشفى في سلطنة عمان إلى الدولة جواً عن طريق طائرة مجهزة بطاقم طبي متخصص. وإذا كانت هذه الاستجابة السريعة للمواطنين ليست بغريبة على المسؤولين في دولة الإمارات، فإن الجديد في الأمر أن الطلب تم تقديمه عبر «تويتر»، وهذا يشير إلى مدى الاهتمام الذي توليه القيادة لمطالب المواطنين وحاجاتهم أياً كان الإطار الذي يتم طرحها من خلاله، وحرصها على التفاعل مع هذه المطالب بشكل فوري. إن مدرسة القيادة الإماراتية التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، هي المعين الذي نهل وينهل منه الجميع في طبيعة العلاقة بين القيادة والشعب، حيث كان، رحمه الله، يضع المواطن في قمة أولوياته ويرى أنه أغلى ثروات الوطن وأعزها، ولا يضع بينه وبين المواطنين أي حواجز، وإنما أبوابه مفتوحة دائماً للاستماع إلى مطالبهم وشكاواهم والاستجابة لها، وهو النهج ذاته الذي يسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وهناك عشرات المواقف التي تفاعل فيها سموه مع حاجات المواطنين خارج الوطن وأرسل إليهم طائرات خاصة لنقلهم إلى أرض الوطن، سواء بسبب المرض أو بسبب التعرض لحوادث مرورية أو غيرها من الأسباب، بل إن سموه تفاعل مع رغبة الإماراتيين في تشجيع المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج العربي الحادية والعشرين «خليجي 21» التي أقيمت في البحرين وأمر بإرسال ست طائرات لنقل المشجعين إلى هناك في بادرة أشاعت أجواء الفرح والامتنان لديهم. إن أمر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بإرسال طائرة لنقل مواطنة مريضة من سلطنة عمان، يؤكد أن مدرسة القيادة التي أرسى دعائمها الشيخ زايد رحمه الله، راسخة الأركان وأن إلهامها سيظل مشعّاً عبر الزمن لأنها تتمحور حول الإنسان، وأن المواطن الإماراتي له أن يفخر بقيادته الرشيدة التي ترعى شؤونه، سواء كان داخل دولة الإمارات العربية المتحدة أو خارجها في أي مكان حول العالم. إن علاقة القيادة الرشيدة بالمواطن هي سر قوة المجتمع الإماراتي وتماسك جبهته الداخلية، كما أنها سر الاستقرار الذي يعيشه الوطن على المستويات كافة، ويتيح له أن يمضي بقوة إلى الأمام في مسيرته التنموية الرائدة التي يشار إليها بالبنان ليس على الساحة الإقليمية فقط، وإنما على مستوى العالم كله أيضاً، لأن الدولة التي تجعل جلّ همها توفير كل ما من شأنه رفع مستوى المواطن وتحسين نوعية حياته تعزز من انتمائه لوطنه وولائه لقيادته. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية