تعدّ دولة الإمارات واحدة من المقاصد السياحية المهمة في الوقت الحالي، وقد أصبح المنتج السياحي الوطني يجتذب أنظار السائحين من جميع أنحاء العالم، خاصة أولئك الباحثين عن فرص ثرية بمضمونها وجودتها، وغير مرهقة لميزانياتهم ومجدية من الناحية الاقتصادية بالنسبة إليهم، وقادرة على المنافسة في الأسواق العالمية. وبفضل ذلك تمكّنت الإمارات من زيادة عدد السائحين القادمين إليها بشكل مطّرد من عام إلى آخر، وفي هذا الإطار توقّعت مؤسسة «إس تي آر جلوبال» المتخصصة في الدراسات السياحية أن يرتفع عدد السائحين القادمين إلى الدولة خلال عام 2013 إلى نحو 11.5 مليون سائح، بزيادة تقدر بنحو 15 في المئة مقارنةً بالعام الماضي، وأن يرتفع نصيب دولة الإمارات إلى نحو خُمس عدد السائحين القادمين إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نهاية العام الجاري. الزيادة المطّردة في عدد السائحين القادمين إلى دولة الإمارات لها دلالات إيجابية عديدة بالنسبة إلى قطاع السياحة الوطني ودوره التنموي. ومن أهم هذه الدلالات: أولاً، أن هناك تحسناً مستمراً في القدرات الاستيعابية للقطاع السياحي الوطني، وأن الدولة تمتلك بنى تحتية، من مطارات وطرق وخدمات نقل ومواصلات واتصالات وخدمات مالية ومصرفية، على درجة كبيرة من التطور، وتمتلك مرافق سياحية، من فنادق ومنتجعات وغيرها، ذات طاقات استيعابية كبيرة وتستوفي المعايير العالمية للجودة والكفاءة، وأن أطرها التشريعية والتنفيذية المنظمة للقطاع السياحي على درجة كبيرة من المرونة، واجتماع كل هذه العوامل معاً، يجعل البيئة السياحية الإماراتية واحدة من أكثر البيئات السياحية تنافسية في العالم، ويسمح للسائحين بالقدوم إلى الدولة والتمتع بما لديها من فرص سياحية من دون صعوبات تذكر. ثانياً، إن القطاع السياحي الإماراتي يزخر بتنوع وثراء كبيرين، حيث تتعدد فيه الفرص السياحية، بداية من سياحة الشواطئ في صورتها التقليدية، مروراً بسياحة السفاري والمحميات الطبيعية، وسياحة الترفيه وسياحة التسوق، وصولاً إلى سياحة المؤتمرات وسياحة رجال الأعمال وسياحة الفعاليات العالمية الكبرى، بل إن الدولة لا تتوقف جهودها عن السعي إلى ابتكار حلول سياحية جديدة، تضاف إلى هذا الرصيد الثري، وليس سعي الدولة إلى إنشاء محطة للسياحة الفضائية على أراضيها إلا واحدة من الخطوات المهمة في هذا الشأن. ثالثاً، إن الدولة تمكّنت على مدار السنوات الماضية من الترويج بشكل متميز في الأسواق العالمية لمنتجها السياحي، في ظل العلاقات السوية التي تربطها بدول العالم أجمع، وفي ظل تنظيم المؤتمرات والمعارض السياحية الدولية والاشتراك فيها، وربط المطارات الوطنية بشبكة واسعة من خطوط الطيران والمطارات العالمية الكبرى، وفتح السوق السياحية الإماراتية أمام الشركات العالمية الكبرى، وتشجيعها على افتتاح فروع لها والعمل بحرية فيها. وقد أسهم كل ذلك في تحسين السمعة العالمية لدولة الإمارات كمقصد سياحي مناسب. رابعاً، الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به دولة الإمارات، والذي تفتقده العديد من الدول المنافسة على الخريطة السياحية في المنطقة. وهذا العامل يوفر الأرضية الصلبة التي تساعد الدولة على استثمار ما تتمتع به من إمكانات سياحية، وتحسين قدراتها التنافسية ليس على المستوى الإقليمي فقط، ولكن على المستوى العالمي أيضاً، وسيظل هذا العامل في دعم هذا الموقع السياحي المتميز للدولة في المستقبل. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.