لعل محمد مساعي كان محقاً حين قال في مقاله الأخير، وعنوانه «نداء تونسي للساسة»، إنّ العنفَ المؤسّسي في تونس ربما يكون قد تهاوى مع نظام بن علي، بيد أن هناك عنفاً آخر يتم ارتكابه اليوم في مجالات أخرى، مشيراً بصفة خاصة إلى الهجوم على السفارة الأميركية من قبل متطرفين، والصدامات بين الشرطة و«أنصار الشريعة». وبالطبع فهو عنف يعيق توجّه تونس إلى الأمام نحو التقدم الاقتصادي والديمقراطي. لكن بالنسبة لجماعة «أنصار الشريعة»، والتي تمثل بحق «الطرف الثالث» في المشهد السياسي التونسي، فهي لا تتردد في استخدام العنف لتحقيق أهدافها، وهو ما يتعين -حسب رأيي- على جميع القوى والأحزاب والمؤسسات أن تواجهه بحسم، وأن تؤكد على حرية الجميع في نشر أفكارهم والترويج لمعتقداتهم وممارسة شعائرهم، أما العنف والطروحات المثيرة لأسبابه أو الداعية لممارسته، فكل ذلك خط أحمر ينبغي عدم السماح بعبوره تحت أي ظرف، وينبغي تطبيق ذلك على الجميع بغضّ النظر عن انتماءاتهم. نبيل خميس -الشارقة