استعرض هنا الدكتور عبد الحق عزوزي في مقاله: «عن التطور الدستوري» التحول التشريعي الكبير الذي عرفه المغرب، وأود الإشادة بالتدرج الآمن في التجديد والتغيير الذي عرفه ذلك البلد الشقيق خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد إصداره دستوراً جديداً، كان الكاتب نفسه قد عرض لنا هنا في مقالات سابقة جوانب وأبعاداً حسنة فيه. والحقيقة أن معظم بلدان ما يسمى «الربيع العربي» كان في مقدورها الاستفادة من تجربة التغيير المغربية بدل التعلق بنماذج سياسية أخرى بعيدة في بلدان غير عربية، مختلفة عنها ثقافياً وسياسياً، بما يجعل مقارنتها معها قفزاً على التفاصيل وتغافلاً عن أوجه الاختلاف. ولاشك أيضاً أن من أسباب فشل وإخفاق تجارب «الربيع العربي» محاولة حرق المراحل، وعدم مراعاة التدرج في التغيير، فجاءت الفجائية والفوضى والتخبط، وأدى ذلك لإرباك المجتمع والمشهد السياسي، وارتماء تلك البلدان في أتون الفوضي العارمة، والإخفاق الذريع. بسام عبد الحميد - عمان