تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مؤخراً إلى مبنى وزارة الأشغال في دبي، واعتماد سموه عدداً من المشروعات الحيوية بلغت قيمتها نحو مليارَيْ درهم، التي ستنفذها الوزارة ضمن خطتها المستقبلية التي تمتد بين عامي 2014 و2016، تأكيداً للنهج الذي تعتمده القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة في الإشراف المباشر على جميع المشروعات الحيوية التي تتعلق بتلبية احتياجـات المواطن والمقيم، ومواكبة لطموحات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى تحقيق أرقى الخدمات وتوفيرها للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، وتأمين الحياة الحضارية الكريمة لكل أبناء الوطن وبناته. ولئن كانت هذه الزيارة تمثل دافعاً مهماً لجميع الموظفين في الدولة من خلال تأكيد أن القيادة الرشيدة تشاركهم دوماً في مهامهم الوظيفية، فإنها ستكون في المقابل عوناً لهم في تلبية جميع الاحتياجات ودافعاً إضافياً للموظف في إتمام عمله ومهامه الوظيفية على الوجه الأكمل. ومن النقاط المهمة التي تطرق إليها صاحب السمو نائب رئيس الدولة في هذه الزيارة تأكيده أهمية وجود المسؤول واطّلاعه المباشر على المشروعات التي يتم تنفيذها على مستوى الدولة من الميدان لا من المكتب، حيث خاطب سموه موظفي وزارة الأشغال بقوله «عليكم مواجهة التحديات وهي كثيرة وكبيرة، وأنا سأكون معكم في الميدان لأنني تعلمت من الميادين لا من المكاتب». وهذا التواصل المباشر من المسؤولين في دولة الإمارات كان ولا يزال بمنزلة كلمة السر في الإنجازات التي تحققها الدولة بشكل مستمر على جميع الصُّعد، فلا يكاد يمر يوم إلا وتشاهد فيه قيادات الدولة موجودة في الميدان للإشراف المباشر على تنفيذ مشروعاتها الخدمية أو بناء مساكن للمواطنين، ولا تزال المجالس في الدولة تتناول الآثار المبهرة والنتائج التي تمخضت عنها الزيارات الميدانية الدورية التي يقوم بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى عدد من مناطق الدولة ومدنها في كل وقت وحين للوقوف والتعرف عن كثب على هموم المواطنين ومشكلاتهم وقضاياهم المختلفة والعمل على تلبية احتياجاتهم في تلك المناطق الغالية من الوطن. بل إن هذا الوجود المباشر من المسؤولين لم يقتصر على الخدمات المقدمة داخل الدولة وحسب، بل امتد ليصل إلى المشروعات الإنسانية التي تقوم بها الدولة في الخارج أيضاً، من خلال المشروعات التي تنفذها «هيئة الهلال الأحمر» وهيئات العمل الخيري الأخرى في الدولة، على سبيل المثال لا الحصر. ومن هنا، فإن هذا النهج الذي تسير عليه دولة الإمارات يمثل امتداداً للنهج الذي تبناه المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حيث عرف عنه، رحمه الله، وجوده الدائم بالقرب من المواطن للتعرف على احتياجاته، وإشرافه عن قرب على تنفيذ المشروعات الحيوية والخدمية في الدولة، ولا تزال ذاكرة أبناء الوطن تحفظ صوره، طيّب الله ثراه، وهو يشرف على زرع نخلة أو حفر بئر أو تمهيد طريق أو بناء مسكن، بل لا تزال تحفظ الذاكرة أيضاً مقولته الشهيرة «إن أول واجبات المواطن أن يعمل ليلاً ونهاراً لرفع مستواه وبالتالي رفع مستوى أمته، ويجب ألا يقنع هذا المواطن بأنه نال شهادته وتسلّم منصبه ثم يجلس لا يفعل شيئاً». --------- عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية