أسباب فشل مرسي... وانهيار تدريجي لـ«حزب الله» ما هي أسباب فشل مرسي في إدارة مصر؟ وهل باتت نهاية «حزب الله» وشيكة؟ ولماذا تقلق اليابان من تنامي التعاون الصيني- الكوري الجنوبي؟ تساؤلات نضع إجاباتها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. فشل مرسي تحت عنوان «يتعين على الرئيس المصري محمد مرسي تفهم الانتقادات»، نشرت «تورونتو ستار» الكندية يوم السبت الماضي افتتاحية استهلتها بالقول إن الديمقراطية المصرية الناشئة تمزق نفسها. مرسي الذي مر على وصوله للسلطة عام واحد، فشل في حشد الأمة المصرية المفعمة بالمشكلات، وراء حكومته التي يهيمن عليها «الإخوان»، والنتيجة أن الآمال الواسعة التي عول عليها الناس في «الربيع العربي» الذي حل بمصر، ذهبت أدراج الرياح. وحسب الصحيفة، فإن الاستقطاب السياسي والتظاهرات، فاقما من ارتباك بلد يبلغ عدد سكانه 90 مليون نسمة. وتواصل الصحيفة وصفها للمشهد المصري قائلة إن القطاع الواسع الذي شارك في الثورة المناهضة لحكم مبارك انقسم الآن إلى تيارات متحاربة... ومرسي يحظى بتأييد «الإخوان» والأحزاب «السلفية» المحافظة، وغيرها من الأحزاب الدينية، وفي غضون ذلك توجد «جبهة الإنقاذ» المعارضة التي تضم قطاعاً كبيراً من العلمانيين والليبراليين، ويقودها دبلوماسيون سابقون كعمرو موسى والبرادعي، وشباب حركة «تمرد» والقضاء والإعلام والموالون لمبارك. قوى المعارضة التي احتشدت ولا تزال في ميدان التحرير بالقاهرة وغيرها من المناطق، تطالب بانتخابات مبكرة، وجمعت ملايين التوقيعات المطالبة بتنحي مرسي، لأسباب منها تركيز السلطة في يد «عصابات الإخوان»، والسماح للإسلاميين بصياغة الدستور الجديد والدفع باتجاه أجندة إسلامية، وسوء إدارة الاقتصاد. وترى الصحيفة أنه على رغم ما تتعرض له شرعية مرسي من تحديات، فإن الرئيس المصري أبدى اهتماماً ضئيلاً بالانتقادات الموجهة إليه، أو بالتواصل وتفهم منتقديه لمداواة جروح نفسية تعاني منها الأمة المصرية. وفي خطابه بمناسبة مرور عام على تنصيبه رئيساً، وصف مرسي خصومه بالسفاحين وقطاع الطرق، وبأنهم «يشنون حرباً لإفشاله»، واتهمهم أيضاً بالسعي إلى اختطاف الديمقراطية وهدم الدولة. وترى الصحيفة أنه على رغم خطاب مرسي الدفاعي، فإنه بمقدور المصريين الأمل بأن هذه التظاهرات تفتح عين الرئيس المصري على الحاجة إلى التغيير قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة. وفي ظل فقر شديد وجذور هشة للديمقراطية المصرية، تحتاج البلاد رئيساً قادراً على إجراء مصالحة، وليس نعت الخصوم بأوصاف سيئة. نهاية «حزب الله» يوم أمس، وتحت عنوان «زعيم حزب الله يوشك على الأفول»، نشرت «جابان تايمز» اليابانية مقالاً لـ«رونين برجمان»، استهله بالقول إن الثوار السوريين الذين انخرطوا في قتال القوات الموالية للأسد في بلدة القصير، شاهدوا أعداداً قليلة من عناصر الجيش النظامي السوري، وأن قوات «حزب الله» كانت الأكثر بروزاً في معركة القصير. لكن انتصار قوات الأسد في القصير رغم أهميته، فإنه لن يحمي نظام بشار، وسيكون له تأثير مصيري على «حزب الله». الكاتب، وهو مراسل في الشؤون العسكرية والاستخباراتية بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، يرى أن البعض يتخيل أن حكم الأسد ربما ينتهي بسرعة، ربما بزخة من سلاح أتوماتيكي، أو بغيرها من أدوات. أما الانهيار السياسي لأمين عام «حزب الله»، فسيتم بشكل تدريجي، لكن ما بات واضحاً هو أن الدور التاريخي لـ«نصر الله»، قد انتهى. فـ«نصر الله» المتواطئ والمدعوم إيرانياً، والذي ظل متماسكاً على رأس منظمة شيعية متطرفة ولوقت طويل، فإن هدفه المتمثل في أن يصبح زعيماً لبنانياً وعربياً بات تحقيقه الآن صعباً. «نصر الله» الذي كان ينظر إليه على أن عدو إسرائيل الأساسي، ها هو الآن يدفن إنجاراته بيديه. ويرى الكاتب أن «نصر الله» تبنى عقيدة عسكرية، من خلالها يشن حرب إنهاك يحصل خلالها على أسلحة رادعة ويجرى عمليات خطف. وحسب الكاتب، ورث «نصر الله» دورين من سلفه الشيخ عباس موسوي أولهما: الأمانة العامة لـ«حزب الله»، وممثل المرشد الإيراني الأعلى في لبنان. موسوي الذي اغتالته إسرائيل عام 1992 ركز على الدور الثاني (تمثيل المرشد في لبنان)، وحاول إظهار الاستقلالية، ولعب دور في التعليم والثقافة والصحة والاقتصاد وسعى لبناء قوة عسكرية. «نصرالله» سار على نهج موسوي، من خلال ما تلقاه من دعم إيراني بالمال والسلاح، لكنه طمح في تبوء مكانة قوية في الساحة السياسية اللبنانية، ولذلك أمر قواته ألا تنتقم من «جيش لبنان الجنوبي»، المدعوم من إسرائيل، ويتعامل مع المسيحيين بكرم واحترام. لكن انخراط «حزب الله» في الحرب السورية، جعله يبدو ممثلاً لإيران في لبنان أكثر من كونه سياسياً لبنانياً. ويتوقع الكاتب أن «نصر الله» سيصبح سعيداً لو تم شطب العامين الأخيرين من تاريخه، حيث حاول إنقاذ حليفه في دمشق وانزلق في النزاع الدائر في سوريا. وهل يعتقد «نصر الله» أن بإمكانه إنقاذ نظام الأسد، علماً بأن مصادر استخبارية تقول إنه غير مقتنع بهذا؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهو يسير حسب الأوامر الإيرانية، وأرسل آلافاً من خيرة مقاتليه لمساعدة النظام العلوي في دمشق. وبالنسبة لإسرائيل، فإن القتال الدائر في سوريا لا يضعف الجيش السوري فقط الذي يعد الأقوى في مواجهة إسرائيل، بل أيضاً يحد من القدرة العملياتية لـ«حزب الله»، ويشوه في الوقت نفسه صورة «نصر الله». لقد اعتاد «نصر الله» على تبرير وجود ميليشياته إلى جانب الجيش اللبناني بالقول إن دور هذه الميليشيات محاربة إسرائيل. الآن هو يرسل قواته لمساعدة نظام متعطش للدماء على ارتكاب مجازر في حق السُنة. أمين عام «حزب الله» بات مرتبكاً جراء مقتل عناصر من ميليشياته داخل سوريا، لدرجة أنه أمر بدفنهم مساء دون أية مراسم عزاء. واستنتج الكاتب، أن لدى «نصر الله» ربيعاً خاصاً به يسيطر فيه على لبنان وتحويل الأخير إلى دولة إسلامية مستنداً في ذلك إلى أغلبية شيعية، لكن بدلاً من ذلك سينتهي «نصر الله» كونه دمية إيرانية لديها مصالح ضيقة تخص مجموعة صغيرة تساعد الآن ديكتاتوراً يذبح شعبه. اليابان وشرق آسيا تحت عنوان «اختبار لاستراتيجية اليابان في شرق آسيا»، نشرت «يوميري تشيميون» اليابانية افتتاحية، استنتجت خلالها أن التغيرات الراديكالية التي لم يكن أحد يتخيل حدوثها في شرق آسيا قبل عقد باتت الآن واقعاً. الصحيفة أشارت إلى تسارع خطى التقارب بين كوريا الجنوبية والصين، وهو ما تراه اختباراً لاستراتيجية اليابان في المنطقة. وتوقفت الصحيفة عند زيارة الرئيسة الكورية الجنوبية «بارك جوين هي» إلى الصين والتي استغرقت 4 أيام، التقت خلالها نظيرها الصيني، فهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس كوري جنوبي الصين بعد توليه منصبه، قبل أن يزور اليابان. وتقول الصحيفة إنه منذ تدشين العلاقات الدبلوماسية بين سيئول ودمشق في عام 1992، والبلدان طورا علاقاتهما الاقتصادية بسرعة، لدرجة أن حجم التجارة بين كوريا الجنوبية والصين تجاوز إجمالي التجارة بين الولايات المتحدة واليابان. وحسب الصحيفة اصطحبت الرئيسة الكورية الجنوبية في زيارتها إلى الصين، مجموعة من رجال الأعمال، ما يعني أن تدفق البشر والسلع بين البلدين سيصبح أكثر زخماً. كما أن البيان المشترك الصادر عن القمة الرئاسية الصينية- الكورية الجنوبية، تضمن اتفاقيات لتعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال محادثات ثنائية للترويج لاتفاقية تجارة حرة وتوسيع نطاق الحوار الثنائي السياسي والأمني بين بكين وسيئول. الصحيفة تطرقت إلى حديث الرئيسة الكورية الجنوبية، عن أنه لا يمكن التسامح تحت أي ظرف من الظروف، مع حيازة بيونج يانج لأسلحة نووية... لكن الصين امتنعت عن ذكر كوريا الشمالية، وقالت إن التهديدات المتعلقة بالسلاح النووي مرتبطة بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي. وتجنب الرئيس الصيني الحديث عن ضغوط جديدة على كوريا الشمالية، علماً بأنه أشار لهذه الضغوط في لقاء جمعه بالرئيس الأميركي مطلع يونيو المنصرم. والسبب عزته الصحيفة لأولوية لدى بكين تتمثل في استئناف المحادثات السداسية المعنية بحل أزمة بيونج يانج النووية، لذا من الضروري عدم إثارة كوريا الشمالية، فذلك يعني حال حدوثه أن لا أمل في إقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي. الرئيسة الكورية الجنوبية تفضل تدشين إطار للحوار بين الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية لحل مشكلة «النووي» الكوري الشمالي، وتأمل الصحيفة ألا يسفر الإطار المقترح عن إضعاف إطار التعاون القائم حالياً بين طوكيو وواشنطن وسيئول. إعداد: طه حسيب