لا يتوقف الدور المؤثر والمتميز الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، عند مجال الاهتمام بالمرأة والنهوض بها وتعظيم حضورها ومشاركتها في المجال العام على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وإنما يمتد إلى مجالات أخرى عديدة أهمها المجال الإنساني الذي تحظى مساهمة سموها فيه بتقدير كبير من قبل الهيئات الدولية المعنية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة. في هذا السياق جاءت الإشادة الكبيرة من قبل وسائل الإعلام المغربية بالمكارم الإنسانية لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وذلك بمناسبة تدشين «مركز سمو الشيخة فاطمة لعلاج أمراض السرطان» في المغرب مؤخراً، مشيرة إلى الواقع المتميز للعلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب، وإلى الدور المهم لهذا المركز الذي سيقدم خدماته إلى أكثر من عشرين ألف مريض في العام الواحد. وهذه ليست المرة الأولى التي تحظى فيها جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ومبادراتها في مناطق العالم المختلفة بالتقدير والإشادة، حيث حصلت سموها على أكثر من 500 وسام وميدالية ودرع تذكارية من المنظمات الدولية والعربية والمحلية منذ عام 1973، وذلك تقديراً لجهودها الدائمة والمستمرة في الرقي بمستوى المرأة وخدماتها وعطاءاتها الإنسانية على مستوى العالم، وهذا يؤكد بوضوح أن سموها تمثل نموذجاً عالمياً للعطاء والعمل المستمر والفاعل من أجل خدمة الإنسانية وتعزيز مبادئ السلام والاستقرار والتنمية في العالم، ونموذجاً مشرفاً للمرأة الإماراتية والعربية استطاع أن يغير الكثير من المفاهيم المغلوطة بشأنها، ويقدم صورة إيجابية عنها على الساحة الدولية تجمع بين التمسك بالثوابت الدينية والثقافية والحضارية وبين التفاعل الإيجابي مع معطيات العصر ومتطلباته، ولذلك لم يكن غريباً أن تصف الأمم المتحدة سموها في مناسبة تكريمها من قبلها في اليوم العالمي للمرأة عام 2011، بأنها «مثال للمرأة في رجاحة العقل وسداد البصيرة وفي التفاعل مع كل مستجدات العصر». ولعل ما يزيد من فعالية الدور الإنساني المتميز الذي تقوم به سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على مستوى العالم، أنه يندرج ضمن رؤية إنسانية شاملة تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة وتتحرك وفقاً لها ضمن أطر مؤسسية فاعلة في مناطق العالم المختلفة دون تفرقة أو تمييز بسبب العرق أو الدين أو اللون أو الجنس أو غيرها، مما جعلها رمزاً للعطاء والنجدة وعنصراً أساسياً ضمن منظومة العمل الإنساني الدولي، ومن ثم مشاركاً فاعلاً في تعزيز أسس الاستقرار والسلام في العالم، خاصة أنها تتبنى رؤية شاملة للدعم الإنساني لا تقصره على تقديم المساعدات للمناطق التي تحتاج إليها في وقت الأزمات، وإنما تضعه في إطار تنموي طويل الأجل. --------- عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية