في بلد ملياري كالهند، وحيث تأخذ الحياة عنوانها من كلمة «ازدحام»، يندر أن نجد مرفقاً عمومياً لا يمتلئ عن آخره بالناس وفي معظم الأوقات. لكن في هذه الصورة نرى محطة للسكك الحديدية في نيودلهي، وبها عدد قليل من الأشخاص، امرأة ترتب حقيبتها، وطفلان يلهوان بقطعة نفايات، ورجل يفرش ملابس مغسولة، وآخر يغتسل من ماسورة مياه مثقوبة في المحطة. ولعل سبب «خلو» المحطة، بمقاييس الهند، إنما يعود إلى موجة الحر التي اجتاحت العاصمة الهندية في الأيام الأخيرة، حيث سجلت درجات الحرارة ارتفاعاً قياسياً بوصولها 45?6 درجة مئوية. لذلك انتهز أحد الرجلين فرصة انقشاع موجة الزحام فراح يغسل ملابسه ويفرشها على رصيف المحطة، بينما وجد الآخر في حرارة الجو مبرراً للاغتسال وترطيب جسمه على مرأى من الناس! إنه التغير المناخي إذ يدفع من الامتلاء إلى الفراغ... فيغير سلوك الناس أيضاً! (أ ف ب)