مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق سموه برنامج المنح الدراسية لخريجي «جامعة زايد»، لاستكمال دراساتهم في مرحلة الدراسات العليا، تمثل تعبيراً عن اهتمام سموه بتأهيل الكوادر المواطنة، لتأخذ دورها في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة في المجالات كافة، وتشجيع الطلبة الإماراتيين على استكمال دراساتهم العليا في عدد من الجامعات والمؤسسات العلمية المرموقة. ويأتي برنامج «منحة الشيخ محمد بن زايد»، الذي أطلق في مايو ?2011، تعزيزاً لجهود حكومة أبوظبي في بناء اقتصاد المعرفة في الإمارات، حيث تدرك القيادة الرشيدة أهمية العملية التعليمية، في تحقيق التنمية البشرية التي تعتبر من أهم الموارد الاقتصادية في الدولة وأساس التنمية في المجالات الأخرى، ولهذا يجري التركيز على تمكين الطلبة من مواصلة تعليمهم العالي، ورعاية الموهوبين والمبدعين وتنفيذ برامج لاجتذاب الشباب لدراسة المواد العلمية في المدارس والجامعات ومن ثم تتبُّع خطاهم في العمل. يكمل ما تقدم ربط الدراسات العليا بالحاجات الضرورية إلى خطتي التنمية القصيرة والطويلة، والعمل على تحقيق أهدافهما وفق حاجات المجتمع. وتفتح المنحة أمام الشباب الإماراتي آفاق التقدم العلمي وتمكينه من تنمية مواهبه وتطوير قدراته الذاتية، بما يسهم في تحقيق الابتكار والإبداع، وإتاحة الفرصة للدارسين بالبحث والتدريب الكافي لاكتساب الخبرة العلمية نظرياً وتطبيقياً. ومن جهة أخرى فإنها تهتم بتطوير مهارات الطلبة المتفوقين وإبداعاتهم وذلك بفتح المجال أمامهم لممارسة النشاط العلمي في جو مناسب يواكب مسيرة التقدم والتطور العلمي العالمي. وتطوير الدراسات العليا في الدولة، هدف آخر لبرنامج «منحة الشيخ محمد بن زايد»، حيث تعتبر الدراسات العليا واجهة مهمة من واجهات الجامعات، لكونها إحدى أهم العناصر في تطوير الأبحاث العلمية بما تشمله رسائل الماجستير والدكتوراه من موضوعات بحثية متميزة، فقد أولت الجامعات العالمية أهمية خاصة لتطوير الدراسات العليا، بتوفير سبل الدعم المختلفة لتقديم برامج متميزة ومتنوعة وتوفير الإمكانات كافة للتوسع في هذه البرامج وزيادة أعداد طلاب الدراسات العليا. وهو أمر ينطبق على الجامعات الإماراتية التي تسعى إلى تطوير إمكاناتها وتعزيز أدوارها الأكاديمية والبحثية بما يرتقي ومستوى التقدم الذي تعيشه الدولة. وتتنوع برامج المنحة لتشمل برامج ومجالات أكاديمية علمية متعددة تختلف باختلاف أنواع البحوث التي تُجرى، فمنها في مجال العلوم الأساسية الذي يهدف إلى التعمق في المعرفة العلمية والتطبيقية وتنمية قدرات الإنسان في استيعاب مجمل العلوم وتخصصاتها، ومنها مجال العلوم التطبيقية الذي يهدف إلى إنتاج المعرفة والابتكارات والاكتشافات العلمية، التي تستخدم لأغراض علمية تطبيقية، ومنها مجال التقويم الذي يهدف إلى تطوير الممارسات العملية في المجتمع. ومما لا شك فيه أن التعليم العالي هو أكثر الأساليب ملاءمة للتحديث على المدى القريب والبعيد، ما يتطلب التوفيق بين متطلبات البحث العلمي وأهداف التنمية الوطنية، وإجراء ربط حقيقي بين الجهود الجامعية وعمليات التنمية. ومن جهة أخرى فإن الارتقاء العلمي، والحصول على شهادات عليا سيفضيان إلى إحداث تقدم وظيفي، يدفع إلى المزيد من التحفيز بما يرقى إلى مستوى المبادرات والإنجازات العلمية والثقافية والمجتمعية. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.