سأقترح فيما يلي إجابة على ذلك السؤال: «هل هي نهاية الدولة الوطنية العربية؟»، الذي عنون به هنا الدكتور السيد ولد أباه مقاله، وتتلخص إجابتي في أن ما رأيناه في دول الحراك العربي حتى الآن من فوضى عارمة، وأعراض تشنج وتفكك وتمزق للنسيج الاجتماعي والطائفي، ربما تدعو للقلق بشأن مستقبل الدولة الوطنية في تلك الحالات، حيث إن الشعارات الفضفاضة التي رفعت في بداية الحراك سارت في اتجاه، فيما سارت النتائج اللاحقة في اتجاه آخر. وفي بعض بلدان الحراك العربي كالحالة السورية مثلاً أخذ الصراع طابعاً طائفياً بسبب لعب نظام الأسد بهذه الورقة بالذات في مواجهة معارضيه، وهذا يشكل خطراً حقيقياً على مفهوم الدولة الوطنية الجامعة لكافة مواطنيها من مختلف الطوائف والأعراق والانتماءات الفرعية. وفي هذه الحالة تحديداً سيلزم كثير من الجهد والاجتهاد لإعادة إصلاح ما أفسدته فترة الصراع من علاقات ود وتعايش، ولإعادة تأسيس الدولة الوطنية على أسس جديدة أكثر قوة وصلابة وتماسكاً. محمد إبراهيم - الرياض