تجديد الشراكة الباكستانية الصينية... وتغير المقاربة التركية للأزمة السورية ------- زيارة رئيس الحكومة الصينية إلى باكستان، وتغير الموقف التركي تجاه الأزمة السورية، وانسحاب المقاتلين الأكراد إلى شمال العراق، ومكانة أستراليا في الجوار الآسيوي.. أربعة عناوين تصدرت الصحافة الدولية. -------- علاقات الصين وباكستان ناقش تقرير نشرته صحيفة «تشاينا دايلي» يوم أمس الخميس العلاقات الصينية الباكستانية المتميزة تاريخياً على ضوء الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانج، إلى باكستان يوم الأربعاء الماضي، وذلك بعد أسبوعين فقط على الانتخابات العامة التي شهدتها باكستان، وهذه الزيارة، تقول الصحيفة، يعلق عليها مسؤولو البلدين آمالاً عريضة لدفع عجلة التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بينهما، وتكريس قوة العلاقات التقليدية التي تعود لسنوات مديدة، ولعل الجديد في هذه الزيارة، التي من شأنها فتح فرص شراكة جديدة للبلدين، هي الإعلان عن إنشاء ممر اقتصادي يربط المناطق الوسطى والغربية من الصين التي تسعى الحكومة في بكين إلى تطويرها في إطار خطتها لتحفيز الاستهلاك الداخلي، مع باكستان بهدف دعم النمو الاقتصادي في البلدين. وتلاحظ الصحيفة أنه على رغم مرور باكستان الآن بمرحلة انتقالية تتهيأ فيها لنقل السلطة من الحكومة الحالية إلى أخرى، يترأسها نواز شريف الذي فاز في الانتخابات العامة الأخيرة، فقد أصر المسؤولون الصينيون على زيارة إسلام آباد والتوقيع على 11 اتفاقية تعاون شملت مجالات مختلفة من الاقتصاد إلى التعليم والثقافة. وتضيف الصحيفة أن الصين تابعت باهتمام كبير تركيز نواز شريف خلال حملته الانتخابية على القضايا الاقتصادية وتأكيد رغبته في تعزيز النمو، من خلال إطلاق مشروعات كبرى في مجال البنية التحتية، وهو ما يشكل، تقول الصحيفة، فرصة للشركات الصينية، ولاسيما أن الصين تحتل المرتبة الثانية كشريك اقتصادي لباكستان، حيث وصل حجم التجارة بينهما إلى 12 مليار دولار خلال السنة الجارية، مع وجود خطط للرفع من الرقم إلى 15 مليار دولار خلال السنتين أو الثلاث القادمة. تركيا والأزمة السورية اعتبر الكاتب التركي، مصطفى أيدين، في مقال نشر يوم أمس الخميس بصحيفة "حرييت" التركية، أن الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس أوباما، تمخضت عن نتائج مهمة على رأسها إعادة مراجعة تركيا لسياستها الخارجية تجاه جارتها المضطربة، سوريا، فقد كان لافتاً التحول الذي طرأ على موقف أردوغان، من المطالبة بسرعة التدخل لإخراج الأسد من السلطة وإقامة سوريا جديدة، إلى متفهم للموقف الأميركي المتحفظ، فقبل الزيارة بأيام قليلة صعّد رئيس الوزراء التركي لهجته تجاه الوضع المتردي في الجارة الجنوبية، وأعاد التشديد على مطلب إحداث منطقة لحظر الطيران، أو ممر آمن في شمال سوريا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن والبلدات المنكوبة، وأشار إلى أن زيارته إلى واشنطن تندرج في إطار مساعي إقناع الإدارة الأميركية بهذا الموقف التركي المتقدم، ولكن ما حدث، يضيف الكاتب، كان العكس تماماً، إذ يبدو أن أردوغان اقتنع على ما يبدو بالسياسة الأميركية تجاه سوريا التي فضلت حتى الآن الحذر والتحفظ فيما يتعلق بالتدخل العسكري لاعتبارات عديدة، أهمها تشتت المعارضة والخوف من التطرف، بالإضافة إلى بطء بعض الأوراق التي كانت تعتمد عليها تركيا نفسها، وهي تأخر سقوط النظام الذي يستمر عناده في مواجهة الثوار، فضلاً عن تخوف إسرائيل وبقية الدول المجاورة من تمدد الصراع إليها. ولكن الأهم من ذلك، يقول الكاتب، الذي يفسر تغير الموقف التركي وتلاقيه مع نظيره الأميركي في البحث عن حل سياسي متفاوض عليه ينتهي بخروج الأسد، هو التوافق الأخير بين واشنطن وموسكو حول عقد مؤتمر جنيف 2 وإصرار إيران وروسيا على دعم النظام. التطلعات الكردية خصصت صحيفة «ذي هندو» الهندية افتتاحية للحديث عن الاتفاق الموقع بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني الذي يطالب بحكم ذاتي في المناطق الجنوبية الشرقية لتركيا، حيث توجد كثافة كردية كبيرة، وترى الصحيفة أن الخطوة التي توجت بانسحاب ألفي مقاتل تابعين لحزب العمال الكردستاني من تركيا باتجاه جبال قنديل داخل المناطق العراقية قد لا يعني نهاية المشكلة الكردية التي تصفها الصحيفة بأنها أحد أطول النزاعات العرقية في العالم بسبب العراقيل الكثيرة وعدم انخراط الجيش التركي في العملية، وهو ما كان واضحاً في الانسحاب الذي تم تحت جنح الظلام بعيداً عن أعين الجيش. وترجع جذور الصراع إلى سنوات طويلة، ولكن حزب العمال الكردستاني نفسه تأسس في عام 1978 زاعماً الحديث باسم أكثر من 14 مليون كردي يعيشون في تركيا، ويمثلون نحو 20 في المئة من إجمال سكان البلاد البالغ عددهم 75 مليون نسمة، وقد خاض الحزب حرباً مريرة ضد القوات التركية منذ عام 1984 مطالباً بالانفصال في البداية قبل أن يتطور الموقف إلى المطالبة بالحكم الذاتي، وهو صراع طويل خلف أكثر من 40 ألف قتل منذ اندلاع المواجهات. واليوم تأمل الصحيفة في ظل الاتفاق الموقع بين الحكومة التركية وعبدالله أوجلان المسجون منذ سنوات بمعتقل "إمرالي" أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا وأكرادها، مشيرة إلى أن الكرة اليوم في ملعب الحكومة التركية التي عليها الوفاء بوعودها، ومباشرة الإصلاحات الأساسية التي لا تقف عند رفع الحظر عن استخدام اللغة الكردية، وهو ما قامت به بالفعل، بل تتعداها إلى الحقوق السياسية مثل تمتيع المناطق الكردية باستقلالية أكبر في تدبير شؤونها، وخفض عتبة دخول الأحزاب إلى البرلمان لما دون 10 في المئة الحالية حتى يستطيع الأكراد تمثيل أنفسهم في أنقرة. أستراليا والجوار الآسيوي انتقدت صحيفة «ذي أستريليان» في افتتاحية لها حكومة رئيسة الوزراء، جوليا جيلارد، بسبب طموحاتها التي لا تتناسب والوضع الحالي الذي تطغى عليه سياسات التقشف وخفض النفقات، كما لا تتماشى مع الموارد المتاحة، فقد أصدرت الحكومة الأسترالية قبل فترة كتاباً أبيض يحدد مكانة أستراليا في القرن الآسيوي الجديد، هذا القرن الذي يقول الخبراء إنه سيشهد صعود قوى آسيوية على الساحة الدولية، ولاسيما الصين والهند، ولكن ماذا أعدت أستراليا للواقع الجديد؟ فحسب الكتاب الأبيض يتعين على الحكومة تمتين العلاقات مع الجوار الآسيوي والاستفادة من موقع البلاد على أطراف آسيا، وذلك لن يتحقق إلا بتوسيع البعثات الدبلوماسية، وتعزيز التجارة مع الدول القريبة لضمان مكانة جيدة لأستراليا وانخراطها المتواصل مع البلدان الصاعدة. ولكن المشكلة تقول الصحيفة تكمن في خطط التقشف التي أعلنت عنها الحكومة لمواجهة الأزمة الاقتصادية وإعادة التوازن لموازنة الدولة، وهو تقشف سيطال أيضاً وزارة الشؤون الخارجية والتجارة التي من المتوقع أن تنخفض موازنتها من 0,51 في المئة من إجمالي النفقات الحكومية حالياً إلى 0,31 في المئة بحلول 2017. ولأن الصحيفة لا تخفي توجهها المحافظ والمدافع عن التقشف فإنها لا تدعو لزيادة النفقات الحكومية في ظل وضعية اقتصادية صعبة، بل تطالب فقط بإعادة ترتيب الأولويات الحكومية من خلال التركيز على ما يمكن تنفيذه بما يتماشى مع الموارد المتاحة، وعدم تضليل الرأي العام بالإعلان عن خطط يصعب تنفيذها. إعداد: زهير الكساب