ثمة اتفاقٌ عامٌ على المستوى العالمي أن دولة الإمارات العربية المتحدة نموذج للانفتاح والتسامح والوسطية والاعتدال، وهذا ما تؤكده استطلاعات الرأي العالمية، وآراء الجاليات الأجنبية المقيمة في الدولة أو الزائرين لها، وتقارير المؤسسات الدولية المعنية بقضايا السلام وحقوق الإنسان، فضلاً عن مواقف رجال الدين والمؤسسات الدينية الإسلامية وغير الإسلامية. وفي هذا السياق، جاء تأكيد المشاركين في المؤتمر السنوي الثالث الذي نظمته مؤخراً ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بالتعاون مع جامعة زايد، تحت عنوان: «نموذج الإمارات في عيون الجاليات»، على أن الإمارات دولة معروفة في العالم كله بتسامحها وانفتاحها وقدرتها على استيعاب نحو 200 جنسية يعيشون فيها في أمن وأمان، ويتمتعون بكامل حقوقهم دون أي تفرقة عنصرية أو إثنية أو دينية. إن طابع الانفتاح والتسامح الذي يميِّز دولة الإمارات ينبع من مصادر عديدة ومتكاملة، أولها ما يتسم به الشعب الإماراتي من قبول للآخر ونبذ للتطرف والعنصرية واحترام ثقافات الشعوب الأخرى وأديانها من منطلقات دينية وتراثية راسخة، ثانيها سياسة القيادة الحكيمة التي تتبنى نهج الوسطية، وتشجع عليه وتدعم الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، وتؤكد دائماً على وحدة المصير الإنساني، وتسهم بقوة في كل جهد أو تحرك دولي يهدف إلى تعزيز الترابط والتعاون بين شعوب العالم في مواجهة التحديات المشتركة، حيث كان هذا هو التوجُّه الإماراتي دائماً منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وهو النهج ذاته الذي يسير عليه، ويضيف إليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ثالثها برامج التعليم الإماراتية التي تغرس قيم الاعتدال والحوار واحترام الآخر والقبول به، وترفض نزعات العنف والتشدد والتعصب مهما كان مصدرها، أو القوى التي تقف وراءها أو المستهدف بها، رابعها سيادة القانون التي يستظل بها الجميع على أرض الإمارات، مواطنين ومقيمين على حد سواء، في ظل حرص القيادة الرشيدة على إعلاء قيمة العدالة، وتوفير كل ما من شأنه تحقيقها على أرض الواقع، وهذا ما يؤكده حصول الدولة على المرتبة الأولى في المنطقة والـ 13 عالمياً عام 2011 في "مؤشر سيادة القانون" الذي يصدره "مشروع العدالة العالمي"، ومقره الولايات المتحدة الأميركية. وفي ضوء ما سبق، تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة مقصداً لكل شعوب الأرض، بحثاً عن العمل والسياحة والاستثمار وغيرها، حيث يجدون فيها الأمن والاستقرار والتعامل الإنساني واحترام حقوقهم وكرامتهم ومعتقداتهم. وفي هذا الإطار، وصفت مؤسسة السلام العالمي خلال الملتقى الأول لجوائز السلام العالمي الذي انعقد بدبي في أبريل 2013 الإمارات بأنها نموذج للتعايش والاستقرار مع وجود أكثر من مئتي جنسية على أرضها، وكشفت نتائج استطلاع "أصداء بيرسون- مارستيلر" السنوي الخامس لرأي الشباب العربي الذي أعلنت نتائجه في أبريل الماضي، أن الإمارات هي بلد الإقامة المفضل بالنسبة إلى الشباب العربي في العالم كله. إن الرسالة التي تقدمها الإمارات للعالم كله من خلال النموذج الذي تقدمه في هذا الشأن، أن التعايش السلمي ممكن بين الثقافات والأديان والأعراق المختلفة إذا ما توافرت بيئة التسامح والاعتدال التي تدعمه، وتم البعد عن التعصب وصناعة الكراهية والتطرف بين الشعوب. -------- عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية