يوماً بعد يوم، تثبت دولة الإمارات ريادتها في مجال الطاقة المتجددة، مؤكدة التزامها الأصيل بتوظيف خبراتها وإمكاناتها لتطوير مبادراتها في هذا القطاع. وتعتمد الدولة على الرؤية الاستراتيجية الإماراتية للطاقة، والتي أرسى أسسها الأب المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، ويواصلها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. وتتمثل رؤية القيادة الحكيمة في أن تبدأ المسيرة التطويرية للطاقة باكراً استعداداً للمستقبل، وذلك من خلال بناء مصادر متنوعة للطاقة، مع التركيز على الطاقة المتجدّدة، كمصدر نظيف ومحبذ، يحفظ البيئة ويقلل التلوث، كما يدعم الاتجاه العالمي لاستخدام التقنيات النظيفة. في هذا السياق، وخلال جلسة نقاش تحت عنوان «حلول عملية للتنمية المستدامة وتغيّر المناخ في ظل الترابط بين أمن الطاقة والمياه»، استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في المقر الرئيسي للمنظمة في نيويورك، وحضرها مسؤولون حكوميون من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية، وممثلون عن مختلف الجهات والأطراف المعنية، أكّد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لـ«مصدر»، أن الإمارات تقوم بدعم مشروعات الطاقة المتجددة في الدول النامية، لافتاً النظر إلى أن صندوق الشراكة مع دول المحيط الهادئ (الذي أطلق تماشياً مع جهود وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، متزامناً مع أول زيارة قام بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، إلى منطقة المحيط الهادئ خلال فبراير عام 2010، وتبلغ قيمته 50 مليون دولار)، يُعدّ نموذجاً لهذه الجهود، إذ يعمل على تمويل مشروعات توليد الطاقة المتجدّدة في البلدان الجزرية المطلة على المحيط الهادئ، بما يسهم في دعم مبادرة «الطاقة المستدامة للجميع»، والتي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة. لقد حققت الإمارات إنجازات مهمة خلال السنوات القليلة الماضية، بتبنّيها معايير إلزامية لكفاءة الطاقة والمياه في المباني والمنازل وقطاع الزراعة؛ كما تمّ اعتماد أوائل برامج إنتاج الطاقة منخفضة الكربون في المنطقة، ومنها تأسيس «مصدر»، المبادرة العالمية الرائدة في مجال التنمية الاقتصادية الاستراتيجية، وكذلك محطة «شمس1» للطاقة الشمسية المركزة في أبوظبي. كما أسهمت في تطوير مشروعات الطاقة المتجددة وتنفيذها في أنحاء عديدة في العالم، ومنها «مصفوفة لندن» لطاقة الرياح في المملكة المتحدة، ومحطة «خيماسولار» في إسبانيا، أول محطة تجارية في العالم تستخدم الملح المصهور لتخزين الحرارة من خلال برج مركزي يتوسط حقلاً من المرايا العاكسة، وافتتحها العاهل الإسباني، الملك خوان كارلوس، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في الرابع من أكتوبر 2011، ودخلت التاريخ كواحد من أكبر الإنجازات الصديقة للبيئة، إلى جانب ما تحمله من معانٍ في التضامن والتعاون بين الدول والسعي إلى خير الإنسانية. إن الإمارات، كواحدة من دول العالم الرئيسية في إنتاج الطاقة، ولها موارد وقدرات مشهود لها، لا تدخر جهداً في أن تمدّ يد العون إلى غيرها من الدول لتطوير تكنولوجيات إنتاج الطاقة النظيفة، والأمثلة كثيرة على تعاونها الدولي ومساعداتها الخارجية السخية التي تمثل ركيزة أساسية في سياستها الخارجية ومبادئها في التعامل الدولي. ------- عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية