أتفق مع ما ورد في مقال الدكتور عبدالله العوضي: «الدرس الآسيوي... في الاقتصاد!»، وأرى أن ما حققته دول النمور الآسيوية خلال العقود الماضية يعتبر قصة نجاح كبيرة، حيث إن معظمها كان في ستينيات القرن الماضي فقيراً ومتخلفاً، بل إن بعض الدول العربية كانت حينها متقدمة اقتصادياً مقارنة بتلك الدول الآسيوية. ومع أن الهزة التي تعرضت لها في أزمتها المالية في نهاية التسعينيات من القرن الماضي شكلت تحدياً اقتصادياً كبيراً لها، إلا أنها تمكنت في النهاية من الاستجابة لذلك التحدي، والإقلاع الاقتصادي من جديد. وفي المقابل لم تتمكن بعض الدول العربية وخاصة منها التي كانت تحمل شعارات ثورية أو يسارية من تسجيل قصص نجاح اقتصادي كتلك التي حققتها دول النمور، بل إن الفقر في الدول العربية المعنية ازداد، كما تراجع أداء الاقتصادات، وتهالكت البنيات التحتية، وازدادت المعاناة والمآزق الاقتصادية والاجتماعية. ومن هنا فإنها تستطيع اليوم تعلم الكثير من تجربة النمور الآسيوية، إن أرادت تحقيق تغيير اقتصادي أو سياسي جاد. زكي كمال - الدوحة