أتفق مع معظم ما ورد في مقال الكاتب أحمد المنصوري: «الإعلام وتحديات التحول»، وذلك لقناعتي بأن الإعلام قد دخل الآن في مرحلة جديدة، وخاصة بعد القفزة النوعية التي حققتها وسائل الإعلام الجديدة، وذلك بجعلها أي إنسان عادي قادراً على التأثير في المجال الإعلامي، وحتى لو كان ذلك في حدود معينة. ومن هذا المنظور أرى أن على الحكومات أن تصدر تشريعات تنظم آليات وسبل تداول المعلومة والخبر في الإعلام الجديد، وذلك لأن معظم الفاعلين فيه ليسوا إعلاميين مهنيين، وقد لا يعرفون حدود الالتزام بالمعايير المهنية، بما يحول بينهم وبين الاعتداء على الخصوصيات والحريات الفردية. والحقيقة أن هذا الإعلام الجديد على رغم ما أحدثه من تحولات مهمة في مجاله، إلا أنه لا يلغي أيضاً الإعلام التقليدي، فلكل نوع جمهوره، مثلما أن التلفزة لم تلغ الإذاعة المسموعة، ولا الصحيفة، وكذلك الكمبيوتر لم يلغ التلفزة وهكذا. وفي عالمنا العربي خاصة، حيث ما زالت الأمية الإلكترونية متفشية في شرائح واسعة من السكان، ما زال الحديث عن اتساع جمهور الإعلام الجديد، ومواكبة تحولات الإعلام، حديثاً نخبوياً إلى حدما. عبد الله سعيد - أبوظبي